كتاب المكافأة وحسن العقبى

#105#
عج الثالثة وعج الناس معه، وقال: ((تشرفوا من الحصن، فإني أرجو أن يكون الله قد فرج عنا)).
فحلف لي الحسن: ((إني تشرفت مع جماعةٍ فرأيت الروم قد قوضوا [رجالهم]، وركبوا مراكبهم. وفتح باب الحصن، فوجدوا قوماً من بقاياهم فسألوهم عن حالهم: فقالوا: ((كان عميد الجيش بأفضل سلامةٍ إلى اليوم، حتى سمع ضجتكم في المدينة فوضع يده على قلبه وصاح: ((قلبي! قلبي!))، ثم طفئ)). فانصرف من كان معه إلى بلد الروم. وخرجنا عن الحصن، فوجدنا في تلك الأبنية من القمح والشعير ما وسع المدينة وأعاد إليها خصبها، [وكفينا] جماعتهم من غير قتال)).
68 - قال أبو جعفر:
((ولما غلب ابن الخليج على مصر ونواحيها، لم يكن بمصر أسوأ قدرةً على أسباب أبي [علي] الحسين بن أحمد الماذرائي من أحمد بن سهل بن شنيف، فلم يمض شهور حتى انهزم ابن الخليج وظفر به وحمل إلى العراق. ودخل بعد ذلك بشهور أبو العباس أحمد بن محمد بن بسطام إلى مصر متولياً بالأمانة على الحسين بن أحمد، وكاشفاً لما جرى عليه أمر الضياع بعد ابن الخليج وأصحابه.
فقرر أبو علي أمر المتضمنين بالحضرة عند أبي العباس، فعرض بسهل بن شنيف ولم يدع سوءاً إلا ذكره به. فقال أبو العباس: ((سيعلم ما يجري عليه مني!)). واتصل [الخبر] بسهل بن شنيف فاستطير قلبه وكسف باله. وأحضر مع جماعةٍ أجلبوا من الكتاب مع ابن الخليج، فلما دخلوا عليه كاد

الصفحة 105