#106#
يقوم إلى سهل بن شنيف، ثم رفعه حتى كان أقرب إليه من أخص أصحابه. ودعا ابن حبيش فساره، فنظر إلى سهل، وقال لأبي العباس: ((الأمر على ما وصفت))، ثم أطلق سهلاً من ساعته إلى منزله. فسأله أبو علي: ((هل تعرفه قبل هذا؟))، فقال: ((لا والله! ولكنه ورد علي منه أشبه الناس بأبي.
وأفرخ روع سهل بتوفيق الله ولطفه، وما زال حفياً به حتى مات)).
69 - قال:
((وكنت قد عملت في أيام ابن الخليج لحماية ضياع كانت في يدي. فلما تمخضت دولته اختفيت ونهبت، وخفت الإيقاع بي، واعتور ضياعي العمال، وأضاقت حالي، فاجتمع الخوف والفاقة. فرأيت -بعد قدوم أبي العباس بن بسطام- فيما يرى النائم، يوسف بن إبراهيم والدي، وأنا أشكو إليه خلتي وخوفي، فكأنه يقول: ((أنا أتكلم في أمرك حتى تعود إلى محبتك)). فلما أصبحت قصصت الرؤيا على من كنت مختفياً عنده، وكان حاذفاً بالعبارة، فقال: ((يجري لك فرج بذكر أبيك)).
وطلب أبو العباس بن بسطام الدستورات القديمة ليعتبر منها عبر الضياع. فأخرج إليه ما كان لسنة خمسين ومائتين وما قبلها، فرأى فيها اسم والدي في ضياع كثيرة، فقال: ((من هذا يوسف بن إبراهيم؟)) فقال له أبو علي: ((هذا صاحب إبراهيم بن المهدي، ورضيع المعتصم!))، قال أبو العباس: