كتاب المكافأة وحسن العقبى

#107#
((وصاحب كتاب الطبيخ؟))، قال أبو علي: ((نعم!))، قال: ((فله ولدٌ؟))، قال: ((نعم في ناحيتي!))، قال: ((فخذ لي منه كتاب الطبيخ، وكتاب أخبار إبراهيم بن المهدي، وصر به إلي حتى يقرأهما علي))، قال: ((أفعل)).
وكان إسحاق ين نصير يعرف موضعي، فقال له: ((أحتاج إلى أحمد بن يوسف))، قال: ((تؤمنه، وعلي إحضاره!)) فكتب له أماناً بخطه، وحلف فيه ألا يسوءني ولا يطالبني. فخرجت إليه وأحضرته الكتابين. وفرج الله عني بأضعف سبب)).
70 - وحدثتني أم آسية -قابلة أولاد خمارويه بن طولون، وكان لها دينٌ ومذهب جميلٌ، ومحلٌّ لطيفٌ من خمارويه. وقد تذاكرنا لطف الله عز وجل في أرزاق عباده، وحسن الدفاع عنهم-: أنه تزوجها وأختها أخوان، فأقبلت حال زوج أختها وأدبرت حال زوجها، قالت: وتوفي زوجها بأسوأ حالة، وخلف لها بناتٍ، وتعذر عليها تجهيزه من اختلاله. وتوفي زوج أختها، وقد خلف من العين والمساكن والأواني لولد أختها.
قالت: ((فكنت أجاهد في مؤنة ولدي، وإذا وقف أمري، صرت إلى أختي فقلت: ((أقرضيني كذا وكذا))، استحياءً من أن أقول لها: ((هبي لي .. )). ودخل شهر رمضان، فلما مضى نصفه، اشتهوا علي صبياني حلوى في العيد، فصرت إلى أختي فقلت لها: ((أقرضيني ديناراً أعمل به للصبيان حلوى في العيد))، فقالت: ((يا أختي! تغيظيني بقولك: ((أقرضيني))، وإذا قرضتك من أين تعطيني؟ أمن غلة دورك أو بستانك؟ لو قلت: ((هبي لي)) كان أحسن)). فقلت لها: ((أقضيك من لطف الله تعالى الذي لا يحتسب، وجوده الذي يأتي من حيث لا يرتقب!)). فتضاحكت وقالت: ((يا أختي! هذا والله من المنى، والمنى بضائع النوكى!)). فانصرفت عنها أجر رجلي إلى منزلي.

الصفحة 107