#108#
وكان في جوارنا خادم أسود لبنت اليتيم امرأة خمارويه، فلما بلغت حارتنا قال لي: ((في جوارنا امرأةٌ تطلق قد أوجعت قلبي ادخلي إليها فليس لها قابلةٌ)). قالت أم آسية: ((والله ما عانيت ممخوضةً قط، فدخلت إليها، فمسحت جوفها، وأجلستها كما كان القوابل يجلسنني في طلقي، فولدت من ساعتها. فلما أمسك صياحها، جاء الخادم يسأل عنها، فقلت: ((قد ولدت!))، فعجب من سرعة أمرها، وظن أن هذا شيئاً قد اعتمدته بحذق صناعةٍ، ولطفٍ في مهنةٍ. فمضى إلى سته بنت اليتيم -وكان مقرباً بأول ولدٍ حمل لأبي الجيش، وقد عرض عليها قوابل استثقلتهن-، فقال: ((في جوارنا قابلةٌ أحضرناها لمرأةٍ في حارتنا تطلق، فوضعت يدها على جوفها فسقط ولدها!)) ووصفني بما لا يوجد في قدرة أحدٍ إلا بالله عز وجل! فقالت للخادم: ((إذا كان غداً فجئني بها))، فأتى الغلام ودعاني إلى مولاته، فأجبت بانشراح صدر وثقةٍ بالله تعالى. فاستخفت روحي وقالت: ((إلى التمام تقدير الله تبارك وتعالى)). ثم شكت مغساً تجده المقرب، فأدخلت يدي في ثيابها ومسحت جوفها، وعججت إلى الله تعالى في سري بتوفيقي، وكنت أدعو -ومن حضر من أهلها يتوهم أني أرقي- فسكن ما وجدته وتبركت بي. ودخل إليها خمارويه وقال: ((ما وجدتي)) فقالت: ((مغساً في جوفي، فوضعت قابلةٌ أردتها يدها عليه، فزال ما أجده!))، وأخرجتني إليه -وكان قريباً من حرمه-، فقال لي: ((أرجو أن يخلصها الله عز وجل ببركتك)) ,
قالت أم آسية: ((ودخلنا في العشر الأواخر من شهر رمضان، وقد تمسكت من الإخلاص لله عز وجل بما لا يصل إليه من ساح في الجبال، خوفاً من شماتة