كتاب المكافأة وحسن العقبى

#109#
أختي بي. فلم تمض إلا ثلاثة أيام حتى مخضت، فأجلستها على كرسي الولادة -وكان مقدار طلقها ساعتين-، فولدت ابناً أسهل ولادةٍ، وأبو الجيش يقوم ويقعد، ويذهب ويجيء. فلما ولدت -وكانت تتوقع من الولادة أمراً عظيماً- فلما ألقته قالت لي: ((هذا الطلق؟))، قلت: ((نعم!)) فقبلت -يعلم الله- عيني من الفرح. وصاح خمارويه: ((أخبريني يا مباركة بخبرها))، فقلت: ((وحياة الأمير إنها في عافية، وقد ولدت غلاماً سوي الخلق بحمد الله)). فوجه إلي بألف دينار، وألح أبو الجيش في النظر إليها لفرط إشفاقه عليها، فاستوقفته إلى أن نقلت حوائج الولادة وقلت لها: ((يا سيدتي! اضحكي في وجهه كما تريه)). فلما دخل إليها ضحكت في وجهه، فتقدم بصدقة بمالٍ كثير عنها وعن ولده)).
وقالت لي أم آسية: ((لما كان يوم الأسبوع -ووقع قبل العيد بيوم واحدٍ-، أمرت لي بخمس مائة دينار، وحصل من أتباعها ألف دينار، فحصل لي ألفان وخمس مائة دينار. وخلعت علي وسائر حشمها أكثر من ثلاثين خلعةً، وحمل إلي مما أعد للعيد ثلاث موائد خاصة. وانصرفت إلى منزلي، فأرسلت إلى أختي مائدةً، ووافتني مهنئة، وقد تقاصر طولها، فأريتها ما حصل لي من المال والخلع والطيب وقلت لها: ((يا أختي! أنكرتي علي قوله: ((أقرضيني)) ومن هذا كنت أقضيك. فلا تستصغري من كان الله مادته، وعليه مدار ثقته وتعويضه)).
واكتسبت هذه المرأة بمحلها من أبي الجيش مالاً كثيراً، وقضت لجماعةٍ من وجوه البلد حوائج خطيرة.
71 - وحدثني شجاع بن أسلم الحاسب، قال: قلت لسند بن علي: ((من كان سببك إلى المأمون، حتى اتصلت به، وكنت [في جلسائه] من العلماء؟)). فقال: ((أحدثك به:

الصفحة 109