#52#
((يا أمير المؤمنين! لا تسمع هذا، وأنا الضامن لك حسن طاعته ووكيد موالاته)). فكنت أنهي جميع ذلك إلى الرشيد فيشتد سروره به، ويرغب إلى الله في معونته على مكافأته.
فلما أفضت الخلافة إليه، دعا به وقال له: ((يا يعقوب! لو جاز لي إدخالك في نسبي، ومشاركتك في الخلافة المفضية إلي، لكنت حقيقاً به! ألست القائل لأخي وقت كذا: كذا؟ وفي وقت كذا: كذا؟، فقال: ((يا أمير المؤمنين! من أنبأك بهذا؟ فوالله ما كان معنا ثالث!)). فضحك الرشيد وقال: ((مسرورٌ كان يتولى ستر بيت خلوته، وكان ينهي إليّ جميع ما صدر عنه)).
قال مسرور: ((فوالله ما برحت بي عناية أبي يوسف حتى بلغت مع الرشيد هذا المبلغ!)).
31 - وحدثني أحمد بن أبي عمران الفقيه، أن ابن الثلجي حدثه، أن بشراً المريسي -وكان متزهداً- قال:
((ما اشتهيت من مراتب السلطان إلا مرتبةً رأيت أبا يوسف بلغها في عشيةٍ من العشايا. كنت اجتزت به مسلماً عليه، فقال لي: ((تقيم عندي العشية لنتناظر في طائفة من العلم؟)). فإني لجالسٌ عنده -وقد ابتدأ فيما أثرناه- حتى وافى إليه رسول أمير المؤمنين الرشيد، فقال لي: ((انتظرني))، ومضى؟ فغاب عني مقدار ساعتين، ورجع، وخلفه غلمان يحملون مالاً، فوضعوه بين يديه وانصرفوا فقال: ((دفعت الليلة إلى عجائب!))، قلت: ((ما هي؟))، قال: ((دخلت إلى دار أمير