كتاب المكافأة وحسن العقبى

#63#
فقال له: ((لعلك ممن يقول: إن من عمودٍ إلى عمود فرجاً!)) فقال له الرجل: ((أنا والله أعتقد من لحظة إلى لحظةٍ فرجاً يرجى من الله))، فتضاحك من كلامه. فوالله ما مضت ساعة حتى دخلت إلينا -في الموضع الذي كان فيه- رعلةٌ من الخوارج وهي تقول: ((السليطين السليطين!!))، فقطعته بأسيافها وخرجت، ولم تقتل غيره، ولا طلبت شيئاً لأحد. فعلمت أنهم عقوبة اعتمدته)).
38 - وحدثني عمر بن يزيد البرقي -وكان جميل المذهب- قال:
((حضرت مصدقاً شديد الاستحلال، بعيداً من الرأفة، وهو جالس على رابيةٍ، وبين يديه حواءٌ يحتاز به ما يحصل له من الإبل. قال: ((فعرضت نعم رجلٍ حسن الطريقة، متعالم بعفاف الطعمة. فتخير عليه المصدق ما احتازه من إبله واستعمل من سوء التحكم عليه ما لا يصبر عليه غيره. فأمسك، ثم نظر بعد انفصال ما بينهما إلى فصيلٍ سمينٍ كان في إبله؛ فقال لغلمانه: ((خذوا هذا الفصيل حتى يصلح لنا غداءً))، فقال صاحب الإبل له: ((قد أخذت زيادةً على حقك، فما هذا؟))، قال: ((لابد لي من أخذه))، قال: ((فإني لا أسلمه)).
فأمر بوجئ عنقه، وأخذت مقادته من يده، فصاح بأعلى صوته: ((كل هذا بحينك يا جبار!)). فحلف لي عمر أنه جاء من الحواء فحلٌ -وخرج منه

الصفحة 63