كتاب المكافأة وحسن العقبى

#67#
الأمر بعد ذلك إلى بني العباس، فتقلد ذلك الفتى حمص، وكان مولى من موالي أبي العباس. فلما دخلها قصد إلى دار رئيس كان بها -من أصحاب بني أمية- فذبحه فيها وجماعةٌ من غلمانه. ثم خرج.
فأحسن السيرة، وألان الجانب، فقيل له: ((ليس يشبه ما أنت عليه، ما فرط منك إلى الرجل الذي ذبحته وشمله!))، فقال: اسمعوا مني ما جرى على علته.
((اجتزت به -وقد نظفت أثواباً لي لا أملك غيرها، وقد دعيت إلى أمر لا يسعني التأخر عنه، أحتاج فيه إلى حسن الهيئة وإظهار التجمل، ومعي رسول من استحضرني- وهو قاعدٌ على الباب، فراثت دابتي بحيث تقع عليه من رحبةٍ مبلطة لداره. فأمصني، وأمر الغلمان بترجيلي وضربي، فركبتني أيديهم. ثم حلف ألا أبرح حتى أكنس روث دوابه بيدي في كمي، وأحمله في ثوبي وحجري، وأخذت فجررت إلى ذلك، ولم تزل حاشيته تضحك مما نزل بي، فحدثت مولاي، فاستحلفني بحقه على غليظ ما أتيته إليه)).
42 - ومما قرأته من سير العجم:
أن جماعة المنجمين حكموا لبعض الأكاسرة أن ابنه يقتله ويتولى ملكه، فعمد كسرى إلى سموم وحيةٍ فجعلها في قوارير، وختمها وكتب عليها: ((دواءٌ للجماع، الشربة مثقال))، وكانت وزنة قيراط تقتل من تلك السموم. وقال: ((إن كان الأمر كما حكاه المنجمون فسآخذ بطائلتي منه)). فعدا عليه

الصفحة 67