كتاب المكافأة وحسن العقبى

#69#
فانهزم، وتوقف أصحاب أبي مسلم عن طلبه، فلما بلغ إلى سواده قال لي: ((قد عزمت على الدخول إلى بلد الروم)). -وكان من أصوب تدبيرٍ له-، فنفست عليه بالرأي، واستعلمت مغالطته فقلت: ((تدخل بأحداثٍ من ولدك وشملك مستجيرين بكافرٍ قد أمن سربه، واستقام أمره؛ ولعل ولدك يروقهم ما يرونه من مملكته، فيحملهم ذلك على التنصر! ولأن تمادى في مسيرك حتى تدخل مصر فتجد فيه الرجال والكراع والمال، تملك بها اختيارك [خيرٌ لك]. فركن إلى قولي، فسرنا. فلما دخلنا مصر خرج إلى صعيدها، واستأمنت إلى عامرٍ -لحالٍ كانت بيني وبينه-، وقتل ببوصير الأشمونين)).
44 - ولما قدم أحمد بن طولون إلى مصر متقلداً بها عمل المعونة، أهدى إليه أحمد بن مدبر من دقّ مصر، ودوابها، والرقيق المجلوب إليها، ما مقداره عشرة آلاف دينار، فرد ذلك عليه، وذكر أنه لا حاجة له بشيء منه.

الصفحة 69