كتاب المكافأة وحسن العقبى

#74#
((فكان أول من وافاه الامرأة التي قال لها: ((يكون دعاؤك في السحر هو أنجع له))، فقالت: ((جزاك الله يا أبا الحسن خيراً، فقد نفعتنا بأكثر مما ضررتنا؛ لأننا جربنا ما أشرت به فوجدناه أنجع شيءٍ يلتمس [به])). فبكى ومن حوله من الموكلين به، وانصرفت المرأة داعيةً له)).
46 - وكان محمد بن أبي الساج قد هادن خمارويه بن أحمد بن طولون، وحلف بالمحرجات أنه لا يشاقه ولا يجهز إليه جيشاً أبداً، وخلف عنده ابنه -المعروف بداود- رهينةً، فسكن خمارويه إلى هذا. ثم تواترت الأخبار بتجييشه عليه، وما آثره من المسير إليه، فدعا بابنه وقال: ((قد نقض أبوك ما بيني وبينه!))، فقال: ((يا سيدي! ما أعرف لي أباً غيرك)). فرق له وأجازه، وأقر أثرته، ثم توجه إلى ابن أبي الساج فالتقيا بالثنية، فحدثني أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم بن طباطبا -وكان معه- قال:
((لما ترآى الجمعان أمر بإلقاء حصير الصلاة فألقيت، ونزلت معه فصلى ركعتين، فلما استتمهما، أدخل يده في خفه، فأخرج منه خط ابن أبي الساج الذي حلف فيه بوكيد الأيمان أنه لا يحاربه، فقال: ((اللهم إني رضيت بما أعطانيه من الأيمان بك، ووثقت بكفايتك إياي غدره [بي] وبحلفه واجتراءه على الحنث بما أكده لي اغتراراً بحلمك عنه، فأدلني عليه!)). ثم ركب،

الصفحة 74