كتاب المكافأة وحسن العقبى

#76#
هذا الحي من العرب!))، فقال له وزيره: ((إن هذا الفتى خرج من فاقةٍ وأمن إلى موقف تضرب فيه عنقه فاضطرب، وإنما يقتل الأمير من قاد الجيوش، وتطعم بحلاوة الأمر والنهي فيه، وتمكن من الرئاسة ثم عدل به طبعه إلى الخور، والذي أراه للأمير، أن يعقد له الرئاسة على جماعته، وينفذه إلى مهماته، فإن أكثر الفضائل إنما تظهر بحسن الارتياض)).
ففعل الملك ما أشار به عليه وزيره، فحدثني أبو عبد الله محمد بن عامر اليماني: أنه درج بهذا التدبير فظهر من شجاعته ما لم ير في آل يعفر مثله، ثم غزا الحي الذي كانت تلك العجوز منهم، فقتل أولاداً كانوا لها، وأقفر به ذلك الحي)).
48 - وحدثني يوسف بن إبراهيم [والدي]. قال حدثني إبراهيم بن المهدي:
((أنه دخل على الخيزران أم الرشيد، فوجدها جالسةً في الدار المعروفة بها -وصارت إلى أم محمد بنت الرشيد بعدها- على نمط أرميني والنمط على بساط أرميني، وعن يمين النمط ويساره نمارق أرمينية، وعلى أعلى نمرقةٍ منها زينب بنت سليمان بن علي، وعلى يسار النمارق أمهات أولاد المنصور ونسوةٌ من نساء بني هاشم، إذ وقفت امرأةٌ على طرف البساط فسلمت ثم قالت: ((يا زوج أمير المؤمنين! أنا مرية زوج هشام بن عبد الملك، ثم مروان بن محمد من بعده، نكبها الزمن، وزلت بها النعل، حتى أصارها إلى عارية ما تستتر به مما

الصفحة 76