#77#
عليها))، فتبينت الدموع تدور في عين الخيزران. وخافت زينب أن تدخلها رقةٌ، فقطعت على مرية الكلام بأن قالت: ((يا أم أمير المؤمنين! اتقي الله أن تدخلك رأفةٌ بهذه الملعونة، فتتبوئي مقعدك من النار)).
ثم التفتت إلى مرية فقالت لها: ((بك فدام ما أنت فيه يا مرية! كأنك نسيت دخولي عليك بحران، وأنت جالسة بصحن دار مروان، على هذا النمط، وتحته هذا البساط، وعن يمين نمطك ويساره هذه النمارق، وعليها أمهات أولاد جبابرتكم، وقد مثلت في مثل هذا المكان الذي أنت فيه ماثلة، وأنا أسألك وأتضرع إليك في استيهاب جثة إبراهيم الإمام بن مروان لئلا يمثل به، وقولك وأنت كالحةٌ في وجهي: ((ما للنساء والدخول في أمور الرجال؟))، ثم أمرت بإخراجي من دارك بغلظةٍ، فلجأت إلى مروان فوجدته على حالٍ أشد تعطفاً على رحمه منك، وقال لي: ((لقد ساءتني وفاة ابن عمي وما دبرت المثلة [به])). وقد خيرني بين إطلاقي تجهيزه له، وبين تسلميه إلي، فاخترت تسليمه، وأمر له بجهازٍ فقبلته منه)).
قال إبراهيم: ((فالتفت مرية إلى زينب فقالت لها: ((كأنك يا بنت سليمان حمدت لي عاقبة أمري في قطيعتي رحمي، فأردت أن تزيني قطيعة الرحم لأم أمير المؤمنين!))، ثم التفت إلى الخيزران فقالت: ((صدقت زينب فيما ذكرت عني، وذلك الفعل مني أحلني هذا المحل. والسعيد من اتعظ بغيره))، وانصرفت، فبعثت إليها الخيزران ما أعاد إليها [حالها]، وكف اختلالها.
49 - وحدثني يوسف بن إبراهيم والدي، أنه سمع بطرس -رجلاً- يحدث إبراهيم بن المهدي: