كتاب المكافأة وحسن العقبى

#78#
أن ((نقفور الملك)) -لما تأدى إليه الخبر بوفاة الرشيد- جعل ذلك اليوم عيداً للروم، ثم جعل عيداً أعظم منه في اليوم الذي تأدى إليه وقوع الشر بين محمد الأمين والمأمون، ثم عيد عيداً ثالثاً في الوقت الذي بلغه خروج أبي السرايا، ثم خرج إلى البرجان ليحاربهم فقتل.
فسأل بطارقة الروم بطريقهم اختيار رجلٍ ليقلد مملكتهم، فاتفق معهم على رجل من أبناء العرب يقال له ((اليون)) فملكوه -وكان ذا نكاية- فدفع عنهم وقدة البرجان. وقوي اليون على ضبط المملكة، وكانت الروم في أيامه أعز منها في أيام نقفور، إلا أنهم أنكروا عليه بسط اليد بالهبات، والعفو عن أسرى المسلمين. ثم اجتمعت البطارقة الاثنا عشر في مجلس على نبيذٍ لهم، فتذاكروا أمره، واستشنعوا فعله، وكان أغلظهم كدحاً عليه ميخائيل البطريق الذي ملكهم، وملكتهم امرأةٌ بعده، فبلغ اجتماعهم وما قالوا اليون، فوجه في يوم سبتٍ إلى ميخائيل فأحضره، ثم دعا بتليسٍ من شعر بطول ميخائيل، فأدخل رجلاه في قرارة التليس، ثم أمر بالتليس فرفع وأقيم ميخائيل، فبلغ رأس التليس إلى رأسه. ثم أمر أن يحشى رملاً فحشي، فبلغ الرمل فم التليس ثم أمر فخيط

الصفحة 78