كتاب المكافأة وحسن العقبى

#8#
الفرج؟ إنما انتقلت من غمٍّ إلى رقٍّ! ومتى أقضي إلى هذا الرجل إحسانه إلي؟ والله لوددت أن أمر السلطان نفذ في، ولم أتحمل هذه العارفة منه!)).
قال أحمد بن يوسف، فقال لي هارون: ((وحضرت [موت] ما شاء الله بن مرزوق بعد هذا بأربع سنين -في الوقت الذي توفي- فاتفق أن كان إلى جانبي رجلٌ قد ألقى بعض ردائه على وجهه، وهو يعج بالبكاء والشهيق، ثم كشف وجهه فكان الرجل الذي أورد ما شاء الله عنه الخمس مائة الدينار. فقال: ((من الوصي من جماعتكم))، فقال له الوصي: ((هأنذا!))، فقال: ((عندي لهذا الرجل رحمه الله ألفا دينارٍ وخمس مائة دينار، فقلت له: ((حدثت بينكما معاملة بعدي؟))، فقال: ((لا والله، ولكنها الخمس مائة الدينار، صرت بها إليه عند تيسرها فقال: ((وما [أبغي بها]؟ تكون عندك إلى أوان حاجتي إليها)). فسألته [الإذن] في شغلها. فقال: ((هو مالك، اعمل به ما شئت)) فلم تزل تنمي وتزيد حتى بلغت هذا المقدار. فقال هارون: ((ووجدت ما خلفه ما شاء الله لبناتٍ كن معه شيئاً نزراً، فجبرهن الله بذلك المال)).
3 - وحدثني أحمد بن دعيم -وكان من خاصة قواد أحمد بن طولون- بعد أن ترك الديوان، وحسن انقطاعه إلى الله، قال: ((قلدني أحمد بن طولون الصعيد الأوسط. وخرج عليه سوارٌ أبو عبد الرحمن العمري، فكتب إلي يستخبرني عن حاله، فأعلمته ضعف يده، وانتشار أمره لقلة المال. وقبضت على رئيسٍ من الأعراب اتهمته بمكاتبته وأنهيت خبره إليه. فكتب إلي أحمد بن

الصفحة 8