#87#
فجمع إخواناً له في عدة كثيرة من الشطار، واقتحم على المستودع وقال له: ((ما جئنا لنهبك، ولا نتعرض لشيء من مالك، وما جئنا إلا لوديعة ابني عمر الأخباري. فإن أديتها خرجنا وكأنا ما دخلنا. وإن جحدت واعتمدت بصياحٍ قتلناك الساعة، وسهل علينا عقوبتنا فيك وقتلنا بك، لأنا نرزق الشهادة في القتل والمثوبة، إذ كنا نجاهد عما اختزلته))، وضرب إلى لحيته وأعجله، فقال: ((هي في هذه الخزانة))، ودعا بغلام فقال: ((أخرج جميع ما [أودعناه ابنا] عمر))، فأخرج سفطاً كان فيه جواهر، وسفطاً فيه أثواب وشي مذهبة صحاحاً، وبدوراً فيها مال، فقال: ((والله لئن خلفت شيئاً لنطلن دمك، ولئن كنت أديت الأمانة لنكونن أولياءك والمقيمين بأمرك)).
فوافوا باب منازلنا، فصاحوا بالغلام وهم يحملون الوديعة، فوضعها بين أيدينا وحدثونا بحديثهم، وقال: ((استعرضوا وديعتكم، فنحن في الدهليز حتى تفرغا وتخبرانا: هل بقي منها شيء أم لا؟))، فلما عرضناها على ثبتها عندنا، ما غادرت شيئاً منه، وعادت بما رد إلينا نعمتنا، وانحسمت فاقتنا، ولم نجد في الجماعة من قبل شيئاً مما بذلناه، وانصرفوا)).
56 - وحدثني أحمد بن أيمن قال:
((كنت أكتب في حداثتي للعباس بن خالد البرمكي، وكان طويل اللسان مخشي الغضب. فإني لجالس بين يديه في داره بمدينة السلام، حتى دخل علينا