كتاب المكافأة وحسن العقبى

#90#
المال لهذا الفتى، فليكن في دكانك، واشتر له بها ما يصلحه من المتاع وبصره به))، ثم قال للفتى: ((احذر أن تنفق إلا من ربح)). فانصرف الفتى، وقد رد عليه ستره)).
فحلف لي أحمد بن أيمن: ((أن بضاعته تثمرت، وأرباحه اتصلت، وعامل السلطان، ودخل في جملة التجار وجلتهم)).
57 - وحدثني أحمد بن أبي عمران، عن مسلم بن أبي عقبة، عن أبيه عقبة، -وكان عقبة هذا مصادقاً لأبي يوسف القاضي وترباً له-، قال:
((كان أبو يوسف قد انقطع إلى أنحاء الفقه، فأحسن القول عن أبي حنيفة؛ وكانت زيادته في العلم، بمقدار نقصانه في الرزق. وكان كل من يستعرض حاله بالكوفة، يشير عليه [بالرحلة] إلى بغداد. ويرى أبو يوسف صواب ما يشار به عليه، فيقعده نقصان حاله عن المركب الفاره، واللبسة التي تشبه من حل محله من العلم، ونزع إليه من أقصى النواحي.
((وكان له غلام كان لأبيه، حاذقٌ بعمل الجواشن والدروع وكثيرٍ مما يحتاج إليه من آلة الحرب، وكان يأتيه في كل شهر بما يقوته في حاضرة الكوفة، ولا يعينه على حضرة السلطان. فرغب في الغلام عامل للمهدي على الكوفة -قد ذهب عني اسمه-، فطلبه من أبي يوسف -وهو يومئذ من أصاغر رعاياه- فباعه منه بتسعين ديناراً.
((وخرج عند ذلك إلى بغداد، فارتاد دابةً وثياباً.

الصفحة 90