كتاب المكافأة وحسن العقبى

#92#
وأثبتنا في جريدةٍ، وتقدم بإحضارنا إلى داره، فيئسنا من الحياة-، وقال لي علي بن سندٍ:
((فلم يكن في جماعتنا أضعف حالاً مني ولا أقل ناصراً، فرأيت الموت. وحملنا إليه، وقد أحضر الجلادين والسياط والموكلين بالمعابر، قال: فقدم منا رجلٌ من جلة أصحاب أحمد بن بسطام فضرب، وأخذ خطه بما أعلم أنه لا تصل إليه يده. وبين يديه رجل ظهره إلينا لا نعرفه، فلما فرغ [من] أمره، سمعت الذي بين يديه وهو يقول: ((هنئني عارفتك!))، فقال: ((ذره! حتى يرى عظم ما سلم منه بك))، فقال: ((هو يراه غداً))، فقال القاسم: ((سلموا علي بن سند -لا رعاه الله! - إلى صاحبه أبي الجيش ثابت))، فرأيته وقد قبل يده، وردت عليَّ الحياة بشفاعته، وأطلقت من غير مصادره ولا عقوبة.
((فلما رجع ثابتٌ إلى مكانه، وصار بي رسول القاسم إليه، قال لي: ((مر بي اسمك في الجريدة فاستوهبتك، لأن أباك كان من إخواني)). فجزيته الخير على رعايته والدي في.
59 - وحدثني محمد بن صالح الغوري، قال:
((كانت لي بضاعة أعود بفضلها على شملي، فافترقت في معاملاتٍ في الصعيد، وخرجت إلى من عاملته فجمعتها، وكان مقدارها خمس مائة دينار. وخرجت أريد الفسطاط في رفقة كثيرة الجمع، فلما كان منتصف طريقنا، وافى جمعٌ من الصعاليك فسلب الناس جميعاً. ودهشت، فرأيت منهم شاباً حسن الصورة، فقلت له: ((والله ما أملك غير هذا الكيس، فارفعه لي عندك!))،

الصفحة 92