#97#
البقرة!))، فلما انتهى حملها وضعت فهنأني حاشية الملك بأسرهم. ثم جلس الملك مجلساً عاماً، وأحضر التجارة التي رأيتموها معي، ثم قال:
((لم يذهب علي ما يجب لك في تعليم ابني، ولم أبعث بالبقرة الأولى لفضل البقرة عندي، ولكن نزلت بك محنةٌ في البحر أتت على مالك، فامتحنت بالبقرة ما أنت عليه منها. وعلمت أني لو أعطيتك جميع ما ملكت يدي -وقد بقي منها شيءٌ- لضاع منك وهلك لديك. فلما أخبرت أنها ماتت علمت أنك فيها. ثم امتحنت أمرك بالبقرة الثانية، فلما أخبرت أنها قد حملت علمت أنها قد انحسرت عنك، فسررت لك بذلك، واستظهرت بانتظار الولادة. فلما ولدت شخصاً كاملاً صحيح الأعضاء، علمت أنك قد فارقت محنتك. وهذا ما أعددته لك!)). ثم وصلني بطيب قومته عشرين ألف دينار، وحملني في البر فسلمت، وزاد بأرض العرب ثمنه على ما قومته)).
قال منصور: ((فرأيته قد أيسر بعد الخلة والتلفيق في المعاش!)).
63 - وحدثني أبو محمد يحيى بن الفضل، قال:
((اختفى عند والدي كاتبٌ للفضل بن يحيى بن برمك عند إيقاع الرشيد بهم، وكان يواصل البكاء عليهم، ولا يسمع الوعظ فيهم، فقال له أبي: ((أنا أرجو أن يخلف الله عليك ولا يضيعك))، فقال: ((والله ما بكائي لما فاتني منهم، وإنما بكائي لجلالة أخطارهم ونفاسة أقدارهم، ولقد كان لصاحبي في الجمعة السالفة مالم أسمع بمثله لقديمٍ ولا حديثٍ، قال لي: ((قد كثر الزوار علينا، فانظر