كتاب الاشتقاق

فكأنَّه كان مَعْدَدٌ فأدغمت الدال؛ وإمَّا أن يكون من المَعَدِّ، وهو اللحم في مَرجع كتِف الفرس. قال الشاعر:
فإمَّا زالَ سرجٌ عن معَدٍّ ... وأجدِرْ بالحوادث أن تكونا
والتمعدد: تمام الشّدّة والقُوة. قال الراجز:
ربَّيته حتَّى إذا تَمعددا ... وصار نهداً كالحِصان أجردا
كان جزائي بالعَصَا أن أُجلَدا
وقال عمر بن الخطاب رحمه الله: " احتَفُوا، واخشَوشِنوا وتمعددُوا، واقطعوا الرّكُبَ وانزُوا على الخيل نَزْوَاً "، أي اركبوا وثِبُوا. والمَعِدة من هذا اشتقاقُها، لصلابتها. ويقال: نبتٌ تَعْد مَعْد، إذا كان غَضّاً. ومَعْدٌ في هذا الموضع إتْباعٌ وليس من الأوَّل. وقد سمَّت العرب مُعَيْداً ومَعْدَداً، ومَعْدانَ. وأحسب اشتقاقُه من المَعْد. والمَعْد: الصلابة.

ابن عَدْنان.
وعَدْنانُ فعلان من قولهم: عَدَنَ بالمكان فهو يَعدِن عُدوناً وهو عادن، أي مقيم. ومنه اشتقاق المَعدِن، لعُدون الذَّهب والفضّة وما أشبهه من الجوهر فيه. ومنه اشتقاق " جنَّات عَدْنٍ " أي دار مقام.

الصفحة 31