كتاب محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر وناصر السنة

ولما تولى الحكم في البانية الملك (أحمد زوغو)، وسار بها على
سَنن جيرانه من اهل الكتاب، وراح يتعقب خطوات طاغية تركية (اتاتورك)
فألزم النساء بنزع الحجاب، وتدنت الحال، وخاف بعض الأسر على
دينهم، فبدؤوا بالهجرة، وقد توجس والد الشيخ على دينه، وعلى ذويه
خيفة، بسبب كثرة الفساد، وانتشار الفتن، فقرر الهجرة إلى بلاد الشام،
واختار مدينة دمشق - التي كان قد تعزَف عليها أثناء قدومه للحج وإيابه منه
- فسكنها واستقر بها.
دراسته وأهم شيوخه:
كان الشيخ ناصر رحمه الله حين هاجر والده قد شارف على التاسعة
من عمره، فأدخله والده بعض مدارسها وهي مدرسة (جمعية الإسعاف
الخيري)، حتى أتم المرحلة ا لابتدائية بتفوق.
ولما لم تَرُقْ لوالده المدارس النظامية من الناحية الدينية أخرج ابنه
الصغير منها، ولم يدعه يكمل دراسته، ووضع له برنامجاً علمياً مركَّزاً،
قا م خلاله بتعليمه القراَن والتجويد والنحو والصرف وفقه ا لمذهب الحنفي.
قد تلقى الشيخ الألباني على والده القران حتى ختمه عليه برواية
حفص عن عاصم تجويداَ، ودرسه بعض كتب الصرف في العربية، ودرسه
ايضاَ في الفقه، ومن الكتب التي درَّسها له كتاب (مختصر القُدُوري)
في فقه الأحناف. وكان والد الشيخ الألباني رحمهما الله جميعاَ شديد
التعصب للمذهب الحنفي، وقد حدث الشيخ الألباني رحمه اللّه مراراًان
أباه لم يكن راضياً عنه في منهجه الذي يخرج عن المذهب الحنفي، وقد
تتلمذ على يدي والد الشيخ الألباني جماعة من اهل العلم منهم الشيخ
شعيب الأرناؤوط حفظه اللّه.
12

الصفحة 12