كتاب محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر وناصر السنة

الحديثية التي قام بها، وقد بقي مخطوطاَ، ويقع في ثلاثة مجلدات، وفي
أكثر من ألفي صفحة.
وكان هذا العمل فاتحة خير له، فقد ازداد إقبالاَ على علم الحديث،
حتى إن والده رحمه الله كان ينكر عليه اشتغاله به قائلاَ له: " إنً علم الحديث
صنعة المفاليس ".
وقد اجاز 5 مؤرخ حلب ومحدَثُها الشيخ (محمد راغب الطباخ)
رحمه الله بمروياته، وهي المذكورة في ثبته (الأنوار الجلية في مختصر
الأئبات الحلبية).
وكل ذلك شجع الشيخ رحمه الله تعالى على الانكباب على تعلم
حديث رسول الله بمنَي! بشغف كبير، وهمة عالية، وعزيمة صادقة، وبجِد
ومثابرة قوية، دراية ورواية، ويسعى لتعليمه وتبليغه، وعلى مدار ثلثي
قرن من الزمان، حتى خرج إماماَ في السنة، إماماَ في الحديث (1).
وفي ذلك قال الشيخ رحمه الله تعالى:
"ومن توفيق الله تعالى وفضله عليئَ أن وجهني منذ أول شبابي إلى
تعلم هذه المهنة - اي تصليح الساعات - ذلك لأنها حرة، لا تتعارض مع
جهودي في علم السنة، فلقد أعطيت لها من وقتي كل يوم، ما عدا الثلاثاء
والجمعة، ثلاث ساعات فقط، وهذا القدر مكَنني من الحصول على
القوت الضروري لي ولعيالي وأطفالي على طريقة الكفاف طبعاَ، فانَّ من
دعائه عليه الصلاة والسلام: "اللهئمَ اجعل رزق اَل محمد قوتاَ" رواه
الشيخان.
(1)
ا لألباني ا لإمام لعبد القادر الجنيد، صه.
16

الصفحة 16