كتاب محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر وناصر السنة

وسائر الوقت أصرفه في سبيل طلب العلم والتأليف، ودراسة كتب
الحديث، وبخاصة المخطوطات منها في المكتبة الظاهرية، ولذلك فإنني
ألازم هذه المكتبة ملازمة موظفيها لها، ويتراوح ما أقضيه من الوقت فيها
ما بين ست ساعات إلى ثماني ساعات يومياً، على اختلاف النظام الصيفي
والشتوي في الدوام " (1).
وأحياناً كا ن يبقى فيها اثنتي عشرة ساعة، لايفتر عن ا لمطالعة والتعليق
والتحقيق إلا أثناء فترات الصلاة، وكان يتناول طعامه البسيط في كثير من
الأحيان فيها، ولهذا قدرته إدارةُ المكتبة، فخصصت له غرفة خاصة به. .
فكان يدخل قبل الموظفين صباحاً، وفي بعض الأحيان كان من عادة
الموظفين الانصراف إلى بيوتهم ظهراً ثم لا يعودون، ولكن الشيخ يبقى
في المكتبة ما شاء الله له البقاء، فربما يصلي العشاء ثم ينصرف، وإن كل
من راَه في المكتبة اَنذاك يعرف مدى اجتهاده، وحرصه على الاستفادة من
- (2)
ولته"
وقال الأستاذ الرحالة المؤرخ، والنسابة الشهير حمد الجاسر رحمه
الله تعالى:
" ولقد عرفت في مدينة دمشق عدداً من أجلة المعنيين بتحقيق
التراث. . كما عرفت الشيخ ناصر الدين الألباني، بكثرة ترددي على
(دار الكتب الطاهرية)، إذ كان يُعد من أحلاسها، وقد كتب كثيراً من
فهارسها، ونقب عن نوادر مخطوطاتها، وفي الوقت نفسه كان يعمل في
(1)
(2)
حياه الألباني، للشيباني: 1/ 48 - 52.
المرجع السابق نفسه.
17

الصفحة 17