كتاب محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر وناصر السنة

تعالى، الذي كانوا يدعون إليه من تحكيم الكتاب والسنة، والرجوع إليهما
في سائر الأمور، ومحاربتهم للبدع وأصحاب المذاهب الضالة، ولهذا
نراه يكثر من ا لاستشهاد بأقوالهم.
وعلى الرغم من ذلك التاثر إلا انه خالفهم في كثير من المسائل
وفقا لما ترخح لديه من أدلة، ولم يمنعه محبته لهم وتقديره لعلومهم،
من ان يجهر بمخالفته لهم، وتخطئته لأقوالهم، وهذا دليل على استقلالية
شخصيته، وترجيحه ما يستحق الترجيج، ونقده ما يستحق النقد، دون
أن تأخذه في الجهر بالحق لومة لائم، أو قرب قريب، أو عداء خصم.
وقد تحدث العلامة الألباني رحمه الله تعالى في الشريط رقم (880)
من أسئلة الهدى والنور، عن تأثره بهؤلاء ا لأعلام ومحبته لهم فقال:
" منهجنا قائم على اتباع الكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه سلفنا
الصالح، واعتقد ان البلاد السعودية إلى الان لا يزال الكثير من اهل العلم
فيها على هذا المنهج، متأثرين بما تأثرنا به نحن مثلهم، بدعوة شيخ
الإسلام بحق أحمد بن تيمية رحمه اللّه تعالى، ئم تلميذه ابن قيم الجوزية
رحمه الله، ئم بمن سار على منهجهم، وسلك سبيلهم؟ كالشيخ محمد
ابن عبد الوهاب الذي كان له الفضل الأول بإحياء دعوة التوحيد في بلاد
نجد اولأ، وبتفصيل دقيق حتى لمسناه في الصغار قبل الكبار هناك.
كما أنه أسس للدعوة: اتباع السنّة، وعدم إيثار أي مذهب من
مذاهب اهل السنّة الأربعة على الكتاب والسنّة، وكان له الفضل الثالث
بعد الشيخين ابن تيمية وابن قيم الجوزية في اعتقادي، بإحيائه منهج
الشيخين في العال! النجدي أولأ، ثم في العالم الإسلامي ثانيأ.
وله الفضل في عصره في نشر هذه الدعوة المباركة، وقد التزمها
20

الصفحة 20