كتاب محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر وناصر السنة

محمد بن عبد الوهاب، وشرح كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة
أصحاب الجحيم) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله جميعا13).
وقد قال الرحالة الكبير الشيخ عبد الله بن خميس في كتابه (شهر في
دمشق):
"وهكذا وجدت السلفية في دمشق بين صفوف الجامعة، وفي
حلقات العلماء، يحملها شباب مثقف مستنير يدرس الطب والحقوق
والآداب. . قال لي شاب منهم: ألا تحضر درسنا اليوم؟ فقلت: يشرفني
ذلك، فذهبت مع الشاب لأجد فضيلة الشيخ ناصر الألباني محدث دمشق
الكبير، وحوله ما يزيد على الأربعين طالباَ، من شباب دمشق المثقف،
وإذا الدرس جار في باب: "حماية المصطفى مجي! جناب التوحيد وسده
طرق الشرك " من كتاب (التوحيد) وشرحه (فتح المجيد) للمجدد الإمام
محمد بن عبد الوهاب وحفيده - رحمهما الله - فعجبت أشد العجب لهذه
المصادفة الغريبة، وأنصتُّ لأسمع درس الشيخ، وإذا بي أسمع التحقيق
والتدقيق والإفاضة في علم التوحيد، وقوة التضالع فيه، وإذا بي أسمع
مناقشة الطلبة الهادئة الرزينة، واستشكالاتهم العميقة حتى انتهى درس
التوحيد.
وبدؤوا في درس الحديث من كتاب (الروضة الندية) لصديق حسن
خان، وهنا سمعت علماَ جماَ وفقهاَ وأصولاَ وتحقيقاَ، وهكذا حتى انتهى
الدرس، ولم أزل طيلة مقامي بدمشق، محافظاَ على درس الشيخ، وقد
انتهوا في علم التوحيد من كتاب (فتح المجيد)، وبدؤوا بكتاب (اقتضاء
الصراط المستفيم) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وفي كل حين يزداد عددهم،
(1) ا لألباني ا لإمام، ص 8.
24

الصفحة 24