كتاب محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر وناصر السنة

والطلاب، وكان لها أثرها الكبير في الدعوة إلى الله عز وجل، ولقد كانت
بداية هذه الدروس قبل عام 4 95 1 م (1).
وكان يلقي المحاضرات والدروس في داره، ودور تلاميذه
وأصدقائه، ومن أفضل دروسه التي ألقاها درسه الذي كان عن (التوسل:
أنواعه وأحكامه) في داره في مخيم اليرموك بمدينة دمشق، والذي خرج
في كتاب يحمل هذا الاسم، ويُعَدّ من أنفس ما كُتب في باب التوسل.
وظائفه ورحلاته وجهوده العلمية:
تنقل الشيخ في حياته ورحل، فدزَس بالجامعة ا لإسلامية في المدينة
المنورة عند تأسيسها من عام 381 ا هـ-383 ا هـ، كان خلالها مثالاً يُقتدى
به في الجد والإخلاص والتواضع، وحُسن الخُلُق.
وبعد ذلك رجع إلى دمشق أشد همةَ، وأمضى عزيمةً، إلى مكانه
المخصص له في المكتبة الظاهرية، وأكبَّ على الدراسة والتأليف، وفرع
له كل وقته، وترك محل إصلاح الساعات لأحد إخوانه، ثم لابنه بعد وفاة
اخيه رحمه الله.
وكان الشيخ رحمه الله يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجة
البيطار رحمه الله مع بعض أساتذة مجمع اللغة العربية بدمشق، منهم الأستاذ
عز الدين التنوخي رحمه الله إذ كانوا يقرؤون (الحماسة) لأبي تمام.
وقد اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق، ليقوم بتخريج أحاديث
البيوع ا لخاصة بموسوعة ا لفقه ا لإسلامي التي عزمت ا لجامعة على إصدارها
عام 955 ام.
(1)
القريوتي وترجمته للشيخ ا لألباني: الهاشمي، ص 133.
30

الصفحة 30