كتاب محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر وناصر السنة
لنا اكلها، ففد قال رسول الله مجي!: "من شفع شفاعة، واهدي له هدية
فقبلها، ففد أتى باباً من الربا " وأعطيناها للفقراء.
وكم كنت استحث الشيخ لبناء مسجد أو إعطاء فقير أو أرملة أ و
سائل، فكان لا يردني في ذلك، والقصص كثيرة في ذلك، منها: جاء
رجل مريض وعلاجه بإبر تكلفة الواحدة منها عشرون ديناراً، يحتاج إلى
(5 1) إبرة، فطلب مني الشيخ الذهاب لبيته والتاكد من صحة ما قال، فلما
علمنا صدقه اعطاني الشيخ المال، واشترينا له الإبر.
ولما نويت أن أبني احتجت للمال، فطرقت كثيراً من الأبواب، ولم
أحصل على شيء، فتذكرت رجلاً ثرياً يعرفه الشيخ، فقلت لزوجة الشيخ:
لعلك تقولين للشيخ أن يتوسط لي عند فلان حتى يقرضني، وفي اليوم
التالي، وكنت اجلس على مكتبي قال لي: يا محمد أنت تريد أن أتوسط
لك عند فلان كي يقرضك؟ فقلت: نعم، قال: أنا أولى بك منه انا اعطيك
ما تريد، فبكيت وقلت: يا شيخنا جزاك الله خيراً. ولكنْ - والله - لم يكن
ببالي ان احصل على طلبي من الشيخ لترفعي عن النظر لما عند الشيخ،
فلمَا اعطاني المال قال: هذه هدية الف دينار غير محسوبة، فبكيت مرة
أخرى، فجزاه الله خيراً كثيراً رحمه الله تعالى.
وقصة أخرى حصلت قريباً والشيخ في المشفى: جاءته امرأة تشكو
له وقوعها في براثن البنوك، حيث إنها وزوجها اقترضا من أحد البنوك
مبلغ تسعة اَلاف دينار، وتضاعف عليها المبلغ من الربا بعد وفاة زوجها،
فجاءت تستنجد بالشيخ للخلاص من ذلك، فطلب مني الشيخ كالعادة
التحري في ذلك، وبعد التحري والتاكد من صدق المرأة وافق الشيخ على
ان يقرضها مبلغ سبعة اَلاف دينار، فحضرت المرأة وحضر معها اولادها
فقال الشيخ: هذه ألف دينار هدية، وهذا المبلغ المطلوب، ففرحت
45