كتاب محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر وناصر السنة
عبادته ورمَة قلبه:
كان الشيخ رحمه الله من أحرص الناس على أن تكون عبادته موافقة
للسنة في صفتها، وفي عددها، وفي وقتها، حريصاَ على تطبيق السنة في
مأكله ومشربه وملبسه، وفي معاملاته.
ويشهد بذلك من جالسه، أو زاره، أو حضر دروسه، ولقاءاته
العامرة، حتى قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه اللّه:
"فالذي أعرفه من الشيخ من خلال اجتماعي به - وهو قليل - أنه
حريص جداَ على العمل بالسنة، ومحاربة البدعة سواء كانت في العقيدة أ م
في العمل ".
وكان يكثر من التنفل صلاة وصياماَ، وكان سريع التأثر والبكاء
لا سيما عند سماع القراَن أو تلاوته، أو سماع الأحاديث النبوية التي فيها
الوعد والوعيد، أو عند سماعه نبأ موت بعض علماء الحديث والسنة، أ و
عندما يُذكر له رؤيا خير رؤيت له، وعند مدحه والثناء عليه " (1).
ولقد كان رحمه الله تعالى يحرص على صيام الإثنين والخميس
صيفاَ وشتاء، إلا أن يكون مسافراَ او مريضاَ، وكان إذا دخل المسجد يوم
الجمعة لا يزال يصلي ركعتين ركعتين حتى يصعد الإمام المنبر، وكان
يحج ويعتمر كل عام ما استطاع إلى ذلك سبيلاَ، وربما اعتمر في السنة
الواحدة مرتين، وقد حج أكثر من ئلائين حجة.
ولقد كان رحمه الله سريع العَنرة، غزير الدمعة، وخاصة إذا أثنى
(1) الألباني الإمام، لعبد القادر الجنيد، ص 32.
47