كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

فأمَّا الديوان الأول "القلائد" فنجد قصيدة "في موكب الفن ص42-51" يصور فيها السنوسي شخصيات روَّاد الأولمب الخالد، تقديرًا لفنِّهم الشعري الذي يمثل حضارة الأدب السعودي المعاصر، وكانت هذه الندوة في هذه المرة في دار الأستاذ عبد القدوس الأنصاري صاحب مجلة المنهل تكريمًا للسنوسي في 2/ 6/ 1376هـ، وفيها كوكبة من شعراء الأولمب وأدبائه سبق ذكرهم، وقصيدة "أحمد أمين العالم والأديب المصري الكبير ص88-95" يسمو بما قدمه الرجل للعلم والأدب والنقد في عصره، وهذه أبيات منها:
ثمن المجد أن تعيش غريبًا ... فيلسوفًا أو شاعرًا أو أديبًا
تتحدى عواصف الفكر والرأي ... وتلقي سلم النهى والخطوبا
يا حياة كانت على العلم أزكى ... من حياة الربيع خصبًا وطيبًا
فجرت في مسارب الكون نبعًا ... وهي تستقطر الحياة حبوبًا
"فجرها" و"الضحى" على الأفق ... العلمى مجدًا يخلدان الغروبا
حملت من رسالة الفكر نورًا ... ومضت تنشر اللواء القشيبا
تستثير الحقول من كل فن ... من فنون النهى وتحيي الجديبا
دقة العالم الذي يزن اللفظ ... ويستخلص النضار المشوبا
وخيال الأديب وهو شعور ... جنحت روحه وهبت هبوبًا
أيها الباحث المجدد للشرق ... تراثا يحيى النهى والقلوبا
عجب هذه الحياة وسر ... أعجز العلم كشفه والطبيبا
في رحاب الوجود تحتل ذكراك ... مكانًا من الخلود رغيبًا
عاليًا عاليًا تمر به الأيام حسرى ... والدهر يمشي دبيبا1
وقصيدة المنهل ص179-186" بمناسبة اليوبيل الفضي للمجلة، وما شاركت به في بناء حضارة المملكة في الفكر والأدب، وقصيدة "مولد النور ص197-203" بمناسبة افتتاح محطة الكهرباء بجازان في الليلة الأولى من شهر ذي القعدة عام 1378 هـ، ومنها:
قلت ماذا أرى وقد برق النور ... ولم ترتجز هناك بروق
تتسامى إلى الفضاء ويعلو ... كعمود الصباح منها العمود
تتدلى بها المصابيح "كالطلح" ... على كل "قائم" عنقود
لا فتيل ولا ذبال ولا شمع ... فماذا إذن وكيف الرقود
همست كهرباؤنا وأجابت ... وعلى ثغرها المشح نشيد
__________
1 القلائد: 88/ 93.

الصفحة 118