كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

في صورة الجديدة التي تتناسب مع عصره، ولو خلت منها قصيدته لما وجدت طريقها إلى قلب القارئ، ولما أخذت مجالها في النقد والموازنة الأدبية.
وبهذا يكون الشاعر السنوسي أشهر شعراء الجنوب في منطقة عسير، بل شاعر الجنوب كما أطلقت عليه صحافة المملكة، ومن الرواد الأوائل لشعراء المملكة الذين كان لهم دور كبير في القفزة السريعة للشعر الحديث، حتى تعددت مدارسه ومذاهبه الأدبية، وكان أيضًا أشهر شاعر في مدرسة التجديد المحافظ في مذهبها الأدبي لشعر الجنوب خاصة وشعر المملكة عامة.
ولقد كانت الدراسة السابقة للسنوسي التي قامت على التحليل والنقد، والاستقراء والموازنة، ووضعت هذه الدراسة الفنية علامات بارزة على الطريق من أهمها:
أنَّ السنوسي كان مجددًا في معظم الأغراض الأدبية وفي الموضوعات، وكذلك في معظم الأفكار والمعاني، وخاصة بالنسبة للشعر السعودي خاصة، والشعر العربي بصفة عامة.
"إن للسنوسي مكانته بين شعرائنا البارزين، فهو صاحب "القلائد" ولقد كان لديوانه القلائد وما يزال صداه الطيب الجميل في أوساطنا الأدبية، إنه أول شاعر من شعرائنا يترجم له بعض شعره إلى لغة أوربية ... إن أهم سمات شاعرنا السنوسي في اعتقادي أنه لا يحاول أن يتكلف أو يظهر بغير حقيقته، أو يقول ما لا يعتقد، أو يمدح من لا يرى أنه أهل لثناء أو مدح، وإنما هو في كل ما طالعته من شعره لا أراه إلا حريصًا كل الحرص على التزامه لهذه السمة، سمة الصدق في التعبير"1.
ويكفي الشاعر الفذ أن يكون في شعره صادقًا يعبر بصدق عن شاعريته، وهل يحتاج التجديد في الأغراض الأدبية إلا الصدق الفني، الذي كان من أبرز مظاهر التجديد في الشعر الحديث بعد الركود والجمود في العصر السابق الذي قضي تمامًا على الصدق الفني في الشعر. وقال باحث عن السنوسي: "ومن أهم سماته أنه لا يتكلف، أو يقول ما لا يعتقد، أو يمدح من لا يرى أنه أهل للمدح"2.
ويقول صاحب المنهل: وأعتقد أن ديوان القلائد لصاحبه الشاعر الأستاذ محمد بن علي السنوسي "والاسم هذا كالمسمَّى" ... سيثبت بصدوره أن الشعر العربي الأصيل الذي جمع بين المبنى والطرافة والتجديد في المعنى، هو حي ولا يزال حيًّا ذا تأثير فعال في المجتمع والأفراد ... يؤز
__________
1 الأستاذ محمد سعيد العامودي: مقدمة الأغاريد ك. ل.
2 د. كامل السوافيري.

الصفحة 156