كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

قوي من شعاع لا تقاس إذا بدت ... تزلزل من شم الجبال المناكب
إذا فجروها غيم الجو فجأة ... وسح رذاذ يغمر الأرض ساكب
وأظلم قرص الشمس وامتقع الضحى ... وذاب الثرى قد صهرته الكهارب
ودوي انفجار ترجف الأرض رهبة ... وترتج منه الشهب والنجم ذائب
أمن "ذرة" لا تبصر العين جرمها ... ولا لمستها في الأكف الرواجب
هباء من الأجرام طار مفرقًا ... كما طار في أفق الفضاء الجنادب
تئول قوى حصاده أنفس الورى ... ويمسي بها العمران وهو خرائب
تضاءل عنها الكهرباء وسرها ... وموجب تياراتها والسوالب
إلى قوله:
أفي العدل أم في العرف أم أي شرعة ... من الشرع قد قامت عليها المذاهب
ترى يستجار الظلم في حق أمة ... مسالمة أخنت عليها النوائب
ويقضي على حق الليوث بذلة ... لتحيى على أوطانهن الثعالب
ومن شعر الحضارة قصيدة "باكستان ص98" قالها العقيلي حين زار الملك فيصل باكستان عام 1388هـ، ومنها قصيدة "ديجول ص101" الرئيس الفرنسي في ذي الحجة عام 1388هـ، وقصيدة "الحية" للشاعر الإنجليزي "رسكن" عام 1388هـ.
ومن خصائص شعر الحضارة عند العقيلي أنَّ موضوعاته متنوعة، فتارة يصور في شعره العربي أدب الحضارة والرقي في انجلترا، وحضارة الإسلام التي فرضت وجودها كحقيقة مقررة على أعداء الإسلام، وذلك في قصيدته "برسي شيلي" الشاعر الإنجليزي الفذّ الذي سجَّل حضارة الإسلام في كتابة "ثورة الإسلام"، وهذا يدل على سعة ثقافة شاعرنا العقيلي. وكذلك الأمر بالنسبة للشاعر الإنجليزي "رسكن".
وتارة يصور في شعره الحضارة المادية العلمية في عصر التقدم الذري، وذلك في قصيدته "القنبلة الذرية"، فيرى أنها ستكون من دوافع السلم لا الحرب، بل ينبغي أن تستخدم الطاقة الذرية في تقدم الأمم وحضارتها لا في دمار الحرب والقضاء على التقدم البشري؛ لأنها في ذاتها تقدم علمي حضاري، فكيف تستخدم في التدمير والإرهاب.
وتارة يصور في شعره حضارة الإسلام في باكستان التي أوجبت على زعماء الأمة الإسلامية أن يتعاونوا ويقفوا صفًّا واحدًا ضد أعدائهم، وهذه الروح الوثابة تبدو في أسمى مظاهرها حين التقى الملك فيصل -رحمه الله تعالى- بالأمة الإسلامية في باكستان؛ ليوثق هذه الروابط الإسلامية العالمية، وذلك في قصيدة "باكستان".
وتارة يصور في شعره الحضارة الغربية البناءة في شخصية زعيم من زعمائها "ديجول" الرئيس الفرنسي الذي أعلن شعار الإسلام في هذا العصر، فقد انتهى عصر الحروب

الصفحة 169