كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

إلى قوله:
من رادة العلم ورواده ... ومن حداة العلم في كل ناد
من معشر حياتهم منجم ... ثر يمد الفكر منه امتداد
تراث علم خالد في الورى ... وإرث فن نوره في اتقاد
ونبع خير وجمال سمت ... بها نفوس وتعالت بلاد
إليك أستاذي صدى نغمة ... من قمم الإلهام تستنطق
من يشق سامي الرؤى والهوى ... لنفحها الأرواح تستنشق
تبقى على الآماد في نضرة ... يشع من لألائها رونق
قد رسمت لكم فيها سيرة ... وضيئة أو خلق مشرق
وتقوم هذه القصيدة في قالبها الموسيقي على نظام المقطعات وهو خروج محافظ.
خامسًا: شعر الوجدان وخصائصه الفنية
تناول العقيلي هذا الغرض في ديوانه تحت عنوان "الغزليات"، وتشمل قصيدة "الغرام الأول ص109"، وهي أول قصيدة للشاعر في عام 1359 هـ، وقصيدة "نظرة في الغسق ص111" في عام 1360هـ، وقصيدة "كنت يا دار ص112"، وقصيدة "على ضفاف فوار انطلياس ص115" أنشدها العقيلي في لبنان وهو يعالج، وكان في صحبته صديقه الأستاذ حمد الجاسر، وقصيدة "الباخرة العربية كليوباترا ص118".
يقول العقيلي في "كنت يا دار" حين مر على دار غرامه الأول فشجاه دثورها، فأنشدها وأهداها إلى السيد محمد عقيل بن أحمد ومطلعها1:
كنت يا دار على الرغم البلى
هيكل الحب ومحراب الهوى
حرما للحسن قد شع على
ساحة الطهر وقد حام السنا
__________
1 الأنغام المضيئة: 112/ 115.

الصفحة 171