كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

الأغراض الأدبية:
تعددت الأغراض الأدبية في شعر زاهر، وإن غلب على الديوان الثاني "على درب الجهاد" الشعر الإسلامي، واحتلَّ هذا الغرض مكان الصدارة من شعره كله، ثم تأتي أغراض أخرى دونه من أهمها شعر القوميات والوطنيات، وشعر الطبيعة، والرثاء، والمدح، وشعر الحضارة.
وهذه الأغراض الأدبية منها ما هو قديم سبقه إليها الفحول من الشعراء القدامى، ومنها الجديد الذي تجاوب له الشاعر مع قضايا عصره، وعالمه الإسلامي والعربي، أو كان الغرض صدى لواقع البيئة التي يعيشها الشاعر في عالمه المعاصر، وسأوضح ذلك عند تناول كل غرض أدبي على حدة في مكانه بإذن الله تعالى.
أولًا: الشعر الإسلامي
هو الغرض الأدبي الغالب على فنه الأدبي، وسيطر على عطاء الشاعر في كل مناسبة إسلامية، أو قومية، أو وطنية، فالمناسبات كانت من أهم الدوافع، التي جعلت الشاعر من الشعراء الملتزمين في الشعر السعودي خاصة والإسلامي بصفة عامة، وهناك دوافع أخرى تقف من وراء هذا الدافع وهي:
1- روح الجندية والعسكرية التي بدأ بها حياته العملية قبل أن يكون طالبًا للعلم، فأحيت في نفسه غريزة الحث على الجهاد في سبيل الإسلام والمسلمين.
2- حضور مؤتمرات الحجيج في منى وغيرها، وخاصَِّة في الحفل الذي يقيمه جلالة الملك سنويًّا في "منى"، فينتهز الشاعر هذه الفرصة ليعبِّر عن مشاعره الإسلامية في هذا الموكب العظيم الذي يفجر المشاعر عند كل مسلم، ويحرك الأحاسيس، ويلهب العواطف الجياشة، ويهز الوجدان والضمير نحو التضحية والفداء في سبيل الإسلام والمسلمين.
3- تخصصه العلمي والعملي في حياته العملية، فقد حصل على أعلى درجة علمية، وهي "الدكتوراة" في الشريعة الإسلامية، وعمل أستاذًا في كلية "العلوم الشرعية"، ثم عميدًا لشئون المكتبات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
4- التحدي السافر من تكاتف الصليبية المسيحية مع الصهيونية العالمية أعداء الإسلام

الصفحة 179