كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

الحجيج لبيت الله الحرام في الحفل الذي يقيمه جلالة الملك في كل عام، وأشاد في هذه القصيدة بعظمة الإسلام ومجده وفتوحاته العظمى، وقهره للفرس والرومان أغنى دول العالم في فجر الإسلام، كما أشاد بانتصارات المسلمين في "حطين" و"ذات الصواري"، وحثَّ المسلمين على استعادة مجد الآباء والأجداد من أبطال الإسلام، وقصيدة "يا قادة الإسلام ص 87، 196" ألقاها الشاعر في "منى" عام 1398هـ على وفود الحجيج، يشيد فيها بجهود وجهاد الرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وسلم- والسابقين الأولين، ويحثُّ صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز للعمل على لَمِّ شعث العرب، وتوحيدهم تحت راية الإسلام لإنقاذ القدس الشريف.
وأما قصيدة "رحاب القدس ص197، 205"، وهذه القصيدة تشغل بال الشاعر، فلا تكاد تخلو قصيدة من قصائده دون تعريج على القدس، ودعوة المسلمين لتحريرها، ولكنه لا يرى مع النزعات القومية والأحزاب المتصارعة بارقة أمل لتحرير المسجد الأقصى، ولا يرى سبيلًا لتحريره إلا بالعودة إلى الإسلام، واجتماع الكلمة على منهج الله العادل، وقصيدة "شريعة الله" أنشدها الشاعر في الرياض عام 1393هـ، يوضح فيها أن شريعة الله هي البلسم الشافي لكل أمراض الشعوب، والمنهج الوافي لجميع شئون الحياة تربية ونظامًا ووسيلة وغاية، وفي هذه القصيدة وصف لشريعة الله بأصولها من توحيد وعبادات ومعاملات وحدود، وختمها الشاعر ببعض التأملات في هذا الملكوت العريض والتدبر في إبداعه.
أولًا: الخصائص الفنية للشعر الإسلامي
تميز الشعر الإسلامي عند زاهر بخصائص فنية، منها طريقته في منهج القصيدة، فأحيانًا تتجرَّد القصيدة للشعر الإسلامي بلا مقدمات غزلية، فتخلص له من مطلعها إلى نهايتها، وخاصة في ديوانه الأول "الألمعيات"، فقد خلت كل القصائد الإسلامية فيه من المقدمات الغزلية، مثل قصيدة "مؤتمر الحج الأكبر"1 ومطلعها:
أرب البيت عفوك والمتابا ... وألهمنا بعزتك الصوابا
وألبسنا بفضلك تاج نصر ... إذا سقنا إلى "الأقصى" ركابا
فقد خشعت جوانح كل فرد ... وأحنينا لعزتك الرقابا
وفي البيت العتيق علا هتاف ... يناشدك المثوبة والمتابا
وقد عبق الأريج وكان مسكا ... وعم البقاع واعتنق السحابا
__________
1 الألمعيات: 33/ 38.

الصفحة 182