كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

إلى قوله:
"أموتمر الحجيج" سموت نهجًا ... وذللت المتاعب والصعابا
ولبيت النداء بكل فج ... وأديت المناسك مستجابا
وفي نبرات صوتك ذكريات ... أعادت في ضمائرنا الشبابا
وقد هزت مشاعر كل فرد ... يريد المجد أو يهوى الطلابا
لأنَّا أمة عاشت لمجد ... وتحمي صفوه من أن يشابا
وإن بدرت بواعث كل شر ... نصبنا في مسالكها الحرابا
ففي "اليرموك" أذكينا ضرامًا ... وسيف الله لا يأوى قرابا
وقد أزجى بوادي النيل عمرو ... جنودًا تعشق الموت احتسابا
وفي "البسفور" غارات وزحف ... طوى فيه "ابن عباس" الصعابا
ودان الرافدان لجيش "سعد" ... وقد جاب المشارف والرحابا
وفي مدريد طافتها ليوث ... ودقت حصنها العاتي فذابا
ونادى "طارق" أسمى نفير ... وقد قطع البحار به وجابا
بني الإسلام هل حان اعتصام ... بحبل الله لا نخشى غلابا
ونمضي في ركاب المجد زحفًا ... به تعلو صوارمنا الرقابا
ومن عشق البطولة وهوشهم ... أماط العار واخترق الصعابا
فبالإقدام نبني كل مجد ... و "شوقي" حين أنشد قد أصابا
"وما استعصى على قوم منال ... إذا الإقدام كان لهم ركابا
ثم يحث المسلمين إلى الجهاد في سبيل المسجد الأقصى فيقول:
فإن رمتم زوال الضيم فاسعوا ... إلى سبل الوغي أسدًا غضابا
فذاك "المسجد" الأقصى" رهين ... وقد كنتم له سورًا مهابًا
وهكذا يمضي في أبيات كثيرة حين ينادي حامي حمى الإسلام الملك فيصل بن عبد العزيز في مواقفه التاريخية فيقول:
فيا حامي حمى الإسلام جرد ... سيوف الله تلتهب التهابا
وقدنا في ملاحم ضاربات ... فأنت القائد الأعلى جنابا
فقد ناديت للأقصى شعوبًا ... وكان دعاؤك الأسمى مجابا
فإن تسبق إلى الأقصى ركاب ... فإن "لفيصل" منها ركابا
فدم يا فيصل الإسلام ذخرًا ... زعيمًا في الورى بطلًا مهابا
وفي أسمى الذرى تبني بعزم ... صروح المجد مؤتلقًا مثابًا

الصفحة 183