كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

وكم من جهول رديء بغى ... لك الخطب والحادث المؤلما
تغشت على ناظريه الرؤى ... فلم ير ذاك السنا الأعظما
ولم يجتل النور من مسلم ... وأنَّ له النصر إمَّا رمى
إذا مت يا سيدي معدمًا ... فما مت يا سيدي معدمًا
أتيتك يا سيدي لا تظن ... دمعي عليك إذا ما هما
لعمرك لم أبك يومًا على ... شهيد قلى الأرض نحو السما
ولكن حزني على أمة ... ملا عزها الكون واستلما
وعاث البغاث بأحسابها ... وقد طاولت - سيدي- الأنجما
إذا الصقر عن أيكة لم يذد ... رأيت النور تجوس الحمى
وإن أنجد الذئب يومًا وما ... تأذى.. فليث الشرى اتهما
أتيتك يا سيدي حيني ... معي وردة لم تزل بزعما
حنانيك ما كنت إلا كما ... ذوت بسمة لم تجد مبسما1
رابعًا: الرثاء
لا يوجد هذا الغرض إلا في ديوانه الثاني "طيفان ... على نقطة الصفر" ويضم قصيدة "ذهول الحس ص73، 82" في اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز -طيب الله ثراه، أنشدها في 13/ 5/ 1395هـ بالرياض، وقصيدة "حديث العياء ص82، 85" في رثاء رفيق الشاعر عبد العزيز أحمد هيجان في 1/ 4/ 1395هـ جيزان، وقصيدة "البريء ص86، 90"، مهداة إلى روح الشيخ علي بن يحيى عباس رئيس بلدية أبي عريش سابقًا.
يقول بهكلي في "ذهول الحس":
مثلما تهصر اليد الغصن هصرًا ... ووريقاته تساقط تترى
كما بعثرت حبيبات رمل ... ريح صيف تحول الحسن نكرا
مثل هذا يجيئنا القدر الصارم ... يخطو فما ندبر حذرًا
إن هربنا وكيف ذاك لم نسط ... طع هروبا فنسلم الأمر قسرًا
إنما خطوة القضا ألف شبر ... إن تكن خطوة الخلائق شبرًا
هي أقدارنا سوائم في مرتع ... أعمارنا تذل وتضرى
لم نأس إذا تعسفها الجوع ... فجاءت تجذ شوكا وزهرا
__________
1 طيفان ... على نقطة الصفر: 98/ 102.

الصفحة 332