كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

ويستعين الشاعر في هذا الغرض بالصور الخيالية المتعارف عليها في شعر المدح عند القدماء؛ ليحافظ على منهج القدامى في التصوير الأدبي، وذلك مثل هذه الصورة من قصيدة "أئمة حق".
حمى بيضة الإسلام بالبيض والقنا ... وأجرى إلى برك الغماد العواديا
وكذلك التصوير عند الزمزمي من خيال قديم معروف، يقول:
فإن الشكر للموجود قيد ... وصيد أوابد النعم النفور
ثم الصور الخيالية في القصيدة الأخيرة، مثل "الليل البهيم"، "عرمرم جيش" و"يهتك أستار النساء"، و"وضرب يزيل الهام" و"يشيب لها الوالدان من كل أمرد"، وغير ذلك مما لم نذكره في ديوانهم الكبير الذي يسير على هذا النمط القديم في التصوير الأدبي.
ثانيًا: الشعر الإسلامي
وهو أكثر الأغراض الأدبية بعد المدح، ويشتمل على قصائد كثيرة أهمها للشاعر الشيخ محمد أحمد الحفظي، وهي "عصائب في نجد ص46"، وقصيدة "تألق برق الحق ص51"، وقصيدة "إن النجائب ص54"، وقصيدة "ودين الله باق ص99"، وقصيدة "الحج والحجاج ص104"، وقصيدة "في الصلح بين متحاربين ص107"، وقصيدة "جاءت الساعة في أشراطها ص109".
أما عبد الخالق الحفظي فله قصيدة "ماذا بعد الممات؟ ص139"، وأما قصائد الشيخ أحمد الحفظي الثاني هي: "في وصف طه ص145"، وقصيدة "أسماء سور القرآن الكريم ص148"، وقصيدة "الشرع ينادي ص150"، وقصيدة "الله أكبر ص186"، وقصيدة "آخر سطر من عبس ص190".
وللشاعر الشيخ إبراهيم زين العابدين الحفظي قصيدة "عمرة المسجد ص212"، والشاعر عبد الخالق بن إبراهيم بن أحمد الحفظي الأول ولد عام 1221هـ في بلدة "رجال ألمع"، ثم تعلم على يد والده، ليرحل إلى "أبي عريش" فيتزود بالعلم على يد علماء آل عاكش، وتولى منصب القضاء في عسير، وبعد عودته من الحج توفى أثناء الطريق بالقنفذة عام 1284هـ -رحمه الله تعالى1.
وله قصيدة "ماذا بعد الممات؟ " يصور فيها ما يلاقيه الإنسان بعد الموت من أهوال القبر، ويستعرض آلامه وأحزانه، فتفيض القصيدة بالشكوى والألم، ويخيم عليها مسحة الخوف من الله -عز وجل- الذي يرجو منه المغفرة والرحمة.
__________
1 نفحات من عسير: ص134.

الصفحة 54