كتاب المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية

عبد الرحمن الهيكلي، وعلماء تلك المنطقة، يدعوهم إلى استجابة الدعوة في نجد، وقصيدة "حدا صيت الألحان ص111"، وكتبها عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الحفظي ردًّا على قصيدة "سري بارق الأشواق"، التي كتبها قاضي مكة المكرمة الشيخ عبد الله سراج بن عبد الرحمن وبعثها إلى الشيخ محمد أحمد الحفظي، ولكنها وصلت بعد وفاته، فردَّ عليه ابنه عبد الرحمن بالقصيدة السابقة فقال:
حدا صيت الألحان فاحتد بي قصدي ... وغنى جلا ترجيعه شجن البعد
وذكرني عهدًا عفا حق وصله ... وقد كان بالآباء في طلعة السعد
وكانت ردًّا على قصيدة "سري بارق الأشواق" ومطلعها:
سري بارق الأشواق فاشتد بي وجدي ... وذكرني مسراه عرب الحمى النجدي
وأقلقني وادي رجال وشاقني ... عبير شذي منه يفوق على الند
وجاء في هذا الغرض أيضًا قصيدة "أيها البيت ص189" للشيخ عبد الخالق، خاطب بها ابنه أحمد الحفظي الثاني.
وأما الشاعر الشيخ علي بن زين العابدين الحفظي فقد ولد في بلدة "رجال ألمع"، وتلقى علومه على يد والده وأعمامه، ثم رحل إلى المراوعة بوادي سهام اليمنية ليتزود بالعلم، فقضى بها خمس سنوات تتلمذ فيها على يد علماء الأهدل، ثم سافر إلى جزيرة جاوة فأقام بها سنوات، ثم عاد إلى بلده ليتولى القضاء، وله مؤلفات في الفقه والنحو والشعر، ومات وعمره خمسة وستون عامًا1، وله قصيدة "دموع وأشواق" بعث بها إلى عمه وشيخه الأول يقول فيها:
هب النسيم فقلبي كاد ينفطر ... والدمع يجري على الخدين منحدر
شوقًا إلى اليمن الميمون مسكننا ... من في "رجال" لنا الأسلاف قد عمروا
أيضًا وذكرني عهدًا لإخوتنا ... فهم جناني كذا السمع والبصر
مقدم الذكر شيخي قدوتي "حسن"2 ... نجل الوجيه به الأيام تزدهر
علامة شرف الإسلام مجتهد ... مدرس فضله في القطر مشتهر
يحيى النواوي فقها فهو "تحفتنا" ... "ومنهاجنا" وكذا "الأنوار" لا نكر
مصباحنا "حسن" أيضًا "نهايتنا" ... "إرشادنا" من به الأزمان تفتخر3
__________
1 نفحات من عسير: ص192.
2 هو ابن عبد الرحمن محمد الحفظي
3 نفحات من عسير: ص193، ما بين الأقواس أسماء لبعض كتب الشافعية.

الصفحة 57