كتاب أصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب - ت الجوابرة

[خير الهدي هدي النبي صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم]
89 - ولمسلم عن جابرٍ - رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم:
«أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب اللَّه، وخير الهديِ هدي محمد صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعةٍ ضلالة» .
ـــــــــــــــــــــــــ
89 - رواه مسلم كتاب الجمعة (1 / 592) (رقم: 867) .
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (13 / 253) :
المحدثات: جمع محدثة والمراد بها ما أحدِث وليس له أصلٌ في الشرع، ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدلْ عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة؛ فإن كل شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما، وكذا القول في المحدثة وفي الأمر المحدث الذي ورد في حديث عائشة: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» (¬1) .
قال الشافعي: البدعة بدعتان: محمودة، ومذمومة، فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم (¬2) .
قال ابن مسعود رضي اللَّه عنه: قد أصبحتم على الفطرة إنكم ستحدِثون ويحدث لكم؛ فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدي الأول.
¬_________
(¬1) رواه الشيخان.
(¬2) وفي صحة هذا عن الشافعي نظر.

الصفحة 126