كتاب أصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب - ت الجوابرة

[سعة رحمة اللَّه عز وجل]
10 - وعن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم:
«لما خلق اللَّه الخلْقَ كتبَ في كتابٍ فهو عندَه فوق العرش: إِن رحمتي غَلبَتْ غضبي» .
رواه البخاري.
ـــــــــــــــــــــــــ
10 - رواه البخاري كتاب بدء الخلق (6 / 287) (رقم: 3194) وكتاب التوحيد (13 / 404) (رقم: 7422) ، (13 / 440) (رقم: 7453) ، ومسلم كتاب التوبة (4 / 2107) (رقم: 2751) .
قال أَبو سليمان الخطابي:
أَراد بالكتاب أحد شيئين: إما القضاء الذي قضاه وأوجبه كقوله سبحانه وتعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} أي: قضى اللَّه، ويكون معنى قوله: " فهو عنده فوق العرش " أي: فعلم ذلك عند اللَّه فوق العرش لا ينساه ولا ينسخه ولا يبدله كقوله سبحانه وتعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} وإِما أن يكون أراد بالكتاب اللوح المحفوظ الذي فيه ذكر الخلق وبيان أمورهم وذكر آجالهم وأرزاقهم والأقضية النافذة فيهم ومآل عواقب أمورهم.
قلت:
ويثبت هذا الحديث العرش، وأنه سبحانه فوق العَرش على السماء، ويثبت صفة الرحمة والغضب لله سبحانه وتعالى.

الصفحة 41