كتاب أصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب - ت الجوابرة

" إنّ اللَّه خلق آدم ثمّ مسح ظهره بِيمينِهِ، فاستخرج منه ذرية فقال:
خلقْت هؤلاء للجنّةِ وبعمل أهل الجَنَّةِ يعملون، ثمّ مسح ظهره فاستخْرج منه ذرِّية فقال: خلقت. هؤلاء للنّار وبعمل أهلِ النّار يعملون " فقال رجلٌ: يا رسول اللَّه ففيم العمل؟
فقال: " إنّ اللَّه إذا خلق العبد للجنّةِ استعمله بعمل أهل الجَنَّةِ حتّى يموت على عمل من أعمال أهل الجَنَّةِ فيدخله به الجَنَّة، وإذا خلق العبد للنّارِ استعمله بعمل أهل النّار حتّى يموت على عمل من أعمال أهل النّار فيدخله النّار» .
رواه مالك والحاكم وقال: على شرط مسلم.
ورواه أبو داود من وجه آخر عن مسلم بن يسار عن نعيمِ بن ربيعة عن عمر.
ـــــــــــــــــــــــــ
41 - رواه مالك في "الموطأ" كتاب القدر (2 / 898 -899) ، ومن طريق مالك، أخرجه أبو داود كتاب السنّة (4 / 226) (رقم: 4703) ، والترمذي في التفسير (5 / 248) (رقم: 3075) ، والنسائي في " الكبرى " (6 / 247) (رقم: 11190) ، والآجري في " الشريعة " (ص 170) ، وابن حبان (14 / 37) (رقم: 6166) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 325) ، والبغوي في " شرح السنّة " (1 / 138) (رقم: 77) ، والحاكم في " المستدرك " (1 / 27) ، كلهم من طريق مالك عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عن مسلم به.
قال الترمذي: حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا مجهولا.
قال الحاكم: صحيح على شرطيهما.
قال الذهبي: فيه إِرسال.
وقال الحاكم (2 / 324 -325) : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وقال الحاكم أيضا (2 / 544) : صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
رواه أبو داود كتاب السنّة (4 / 226) (رقم: 4704) من طريق عمر بن جعثم حدثني زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة، قال: كنت عند عمر بن الخطاب بهذا الحديث، وحديث مالك أتم ونعيم مجهول.
قال المنذري: ولكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم من وجوه ثابتة كثيرة يطول ذكرها من حديث عمر بن الخطاب وغيره، أنّه سئل عن هذه الآية: أي: عن كيفية أخذ اللَّه ذرية بني آدم من ظهورهم المذكور في الآية.
وإِذ أخذ: أي: أخرج.
ثم مسح ظهره: أي ظهر آدم.
ففيم العمل؟ : أي: إذا كان كما ذكرت يا رسول اللَّه- من سبق القدر- ففي أيِّ شيء يفيد العمل، أو بأي شيء يتعلق العمل أو فلأي شيء أمرنا بالعمل؟!
استعمله بعمل أهل الجَنَّة: أي: جعله عاملا به ووفقه للعمل به.

الصفحة 74