كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 55)

يومئذ الفرخان فانهزم محمد بن عمير فبعث عامر بن مسعود عتاب بن ورقاء الرياحي ومعه ثلاثة بنين محشرج أحد بني ثعلبة بن يربوع فقاتلوا معه يومئذ قتالا شديدا فقتل أحدهم الفرخان (1) الرازي وانهزم المشركون قرأت بخط أبي الحسين الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر أنبأنا أبي أنبأنا محمد بن عبد السلام حدثني محمد بن أبي السري ثنا هشام بن محمد الكلبي (2) أخبرني أبو عبد الله النخعي قال لما فرغ الحجاج بن يوسف من دير الجماجم وفد على عبد الملك ابن مروان ومعه أشراف أهل الكوفة وأهل البصرة فأدخلهم على عبد الملك فبينما هم عنده يوما إذ تذاكروا البلدان (3) فقال محمد بن عمير بن عطارد أصلح الله أمير المؤمنين نحن أوسع منهم برية وأسرع منهم (4) في السرية وأكثر منهم نقدا (5) وقندا وعاجا وساجا ويأتينا ماؤنا عفوا صفوا ولا يناله غيرنا إلا بقائد وسائق وناعق فقال الحجاج أصلح الله أمير المؤمنين إن لي بالبلدين خبرا وقد أوطنتهما جميعا قال له قل وأنت عندنا مصدق فقال أما البصرة فعجوز شمطاء وفراء غراء (6) أوتيت من كل زينة وأما الكوفة فشابة حسنة جميلة لا حلي لها ولا زينة فقال عبد الملك فضلت الكوفة على البصرة أنبأنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد وأبو الفضل محمد بن ناصر قالا أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الطيب عثمان ابن عمرو بن المنتاب أنبأنا محمد بن جعفر بن محمد بن نصير الخواص ثنا أبو العباس
أحمد بن محمد بن مسروق ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ثني يوسف بن الحكم أن أبا عبد السلام بن سليم مولى مسلمة بن هشام قال قدم محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي على عبد الملك بن مروان فأنزله على نفسه وكان من سماره وحداثه قال محمد بن عمير فبينا نحن عند عبد الملك ليلة نتحدث إذ قرع الحاجب الباب فقال له عبد الملك ما وراءك قال رسول مولى بن نصير أرسل إليه بجارية أندلسية لم ير بالمغرب مثلها فقال أدخلها علي فأدخلت فرفع عبد الملك رأسه إليها وأكببنا قال فقال عبد
_________
(1) في تاريخ خليفة: " البرجان " ولم يزد
(2) الخبر في معجم البلدان (الكوفة)
(3) كذا بالاصل و " ز " وفي المختصر: " البلد " وفي معجم البلدان: تذاكروا أمر الكوفة والبصرة
(4) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن " ز " والمختصر
(5) النقد: محركة: الغنم
والقند: عسل قصب السكر
(6) كذا بالاصل و " ز " وفي معجم البلدان: بخراء دفراء

الصفحة 41