كتاب تقريب التدمرية

المماثلة إلا من لم يعرف الله تعالى، ولم يقدره حق قدره، ولم يعرف مدلول الخطاب الذي يقتضيه السياق.
الثاني: أنه قد علم بضرورة العقل والشرع ما بين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات والوجود فكيف يتصور مؤمن أو عاقل أن يكون بينهما تماثل في الصفات فضلا عن أن يعتقد ذلك في الله عز وجل وعلا.
فصل: القسم الثاني: المعطلة: الطائفة الأولى: الأشاعرة
...
فصل: القسم الثاني1: المعطلة
وهم الذين أنكروا ما سمى الله تعالى ووصف به نفسه إنكاراً كلياً أو جزئياً، وحرفوا من أجل ذلك نصوص الكتاب والسنة، فهم محرفون للنصوص، معطلون للصفات.
وقد انقسم هؤلاء إلى أربع طوائف:
الطائفة الأولى: الأشاعرة ومن ضاهاهم من الماتريدية وغيرهم:
* وطريقتهم: أنهم أثبتوا لله الأسماء، وبعض الصفات، ونفوا حقائق أكثرها، وردوا ما يمكنهم رده من النصوص، وحرفوا ما لا يمكنهم رده، وسموا ذلك التحريف تأويلاً؛ فأثبتوا لله من الصفات سبع صفات: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، على خلاف بينهم وبين السلف في كيفية إثبات بعض هذه الصفات.
* وشبهتهم فيما ذهبوا إليه: أنهم اعتقدوا فيما نفوه أن إثباته يستلزم التشبيه أي التمثيل. وقالوا فيما أثبتوه: إن العقل قد دل عليه؛ فإن إيجاد
__________
1 أي من الزائغين عن سبيل الرسل وأتباعهم.

الصفحة 24