كتاب المقترب في بيان المضطرب

قوله (مؤثرة) أخرج اختلاف التنوع في الرواية كأن يروي الحديث عن رجل مرة وعن آخر مرة، ثم يجمعهما في سند1.وكذا أخرج اضطراب الرواة في اسم الراوي ونسبه مع ثقته2.
وفي مثل هذا يقولون الاضطراب قد يجامع الصحة والحسن3.
والاختلاف المؤثر: هو المشعر بقلة ضبط راويه. قال الحافظ أثناء كلامه على حديث اختلف فيه الرواة: "التلون في الحديث الواحد، بالإسناد الواحد، مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث، فلا يكون ذلك دالاً على قلة ضبطه"4 اهـ.
قوله (متساوية) أصلها سوي ومادة السين والواو والياء: أصل واحد، يدل على استقامة واعتدال بين شيئين يقال هذا لا يساوي كذا أي لا يعادله. وفلان وفلان على سوية من هذا الأمر أي سواء 5.
قال ابن الصلاح: "إنما نسميه مضطرباً إذا تساوت الروايتان"6اهـ.
__________
1 جزء القلتين (25- 31) للعلائي والنكت على ابن الصلاح (2/224) للزركشي.
2 الإعلام بسنته (1ق28/أ) لمغلطاي والنكت (2/773) للحافظ.
3 تدريب الراوي (1/239) وانظر النكت (2/773) للحافظ.
4 التلخيص الحبير (2/216) وانظر الموقظة (53) للذهبي.
5 المعجم (3/112) لابن فارس.
6 علوم الحديث (269) .
وعلق عليه الزركشي في النكت (2/226) بقوله: "كان ينبغي أن يقول: وإنما يؤثر الاضطراب إذا تساوت وإلا فلا شك في الاضطراب عند الاختلاف تكافأت الروايات أم تفاوتت" اهـ.
ويجاب عن ابن الصلاح بأن يقال: كلامه إنما هو في الاضطراب المؤثر، والله أعلم.

الصفحة 42