كتاب رحمة للعالمين

يدعى أن ((غوتم قيد)) من كلام الإنسان. وغوتم منزلته كبيرة، فكتابه من الكتب الستة المقدسة التي يؤمن بها كل من آريا وسناتن دهرم.
ومن أديان الهند القديمة الجينية، وأتباعها لا يرون كلمة واحدة من القيد صحيحة، ولا يؤمنون بكونه نداء سماويا. وهم يدعون وجودهم من قبل القيد، ويرون كتبهم أقدم منه.
والآن آمل أن يكون القارئ قد عرف من خلال هذا العرض الموجز أن العناية الإلهية لم تصحب واحدا من الكتب المذكورة بالحفظ والصيانة، ولذا شك في وجود كل كتاب شكا كليا أو جزئيا، أتباع دين ذلك الكتاب نفسه.
فكما أن القدرة الإلهية لم تحفظ تلك الكتب، فقد انصرفت عن حفظ اللغة التي نزلت بها.
فانظروا أولا هل تستعمل الآن اللغة العبرية القديمة لغة التوراة، والخالدية لغة المسيح، والدرية لغة زند ويازند، والسنسكريتية لغة القيد في أي قطر من أقطار العالم؟ فالقدرة الإلهية أصدرت حكمها بإعدام هذه اللغات وأصدرت قرارها بأن البشرية لم تعد في حاجة إلى هذه الكتب التي نزلت باللغات المذكورة.
ثم قدروا العناية الإلهية التي أحاطت بالقرآن الكريم ثانيا، فكل حركة من حركات حروفه وكل حرف من حروفه وكلماته ثابت بالتوالي والتواتر، حتى إننا نجد أن جميع حروفه في الصين هي هي كما نجدها في مراكش.
ولو لم يتول الله حفظ هذا الكتاب لوجب وجود آلاف الأخطاء فيه، فقد وصف بقوله تعالى: {ولا تخطه بيمينك} (العنكبوت: 48). فالدليل المذكور قطعي في حفظ الله له.
وبالمناسبة نقدم مذكرة عن حروف القرآن، وذلك لأن عدد السور والأضراب والآيات يثبت في كل مصحف على وجه العموم.

الصفحة 846