كتاب الحجة في القراءات السبع

جعل الفعل مبنيا للفاعل، فكأنه قال: الشيطان سوّل لهم، والله أملى لهم.
قوله تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ «1». يقرأ بفتح الهمزة وكسرها. فالحجة لمن فتح:
أنه أراد: جمع «سرّ». والحجة لمن كسر: أنه أراد: المصدر. وقد ذكرنا العلة في فتح همزة الجمع وكسر همزة المصدر ذكرا يغني عن إعادته.
قوله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ «2» وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ «3». يقرءان بالياء والنون.
فالحجة لمن قرأ بالياء: أنه جعله من إخبار النبي عن الله عزّ وجلّ. والحجة لمن قرأه بالنون:
أنه جعله من إخبار الله عزّ وجلّ عن نفسه.
فإن قيل: فما وجه قوله «حَتَّى نَعْلَمَ» وعلمه سابق لكون الأشياء؟ فقل: الإخبار عنه، والمراد بذلك: غيره ممن لا يعلم، وهذا من تحسين اللفظ ولطافة الرد.
قوله تعالى: وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ «4». يقرأ بفتح السين وكسرها وقد تقدّم القول فيه «5».

ومن سورة الفتح
قوله تعالى: لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ «6». يقرأ ذلك بالياء على طريق الغيبة، وبالتاء دلالة على المخاطبة.
قوله تعالى: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ «7». يقرأ بضم السّين وفتحها. فالحجة لمن ضمّ: أنه أراد: «الإثم» أو «الشّرّ» أو «الفساد». والحجة لمن فتح: أنه أراد: المصدر.
قوله تعالى: فَسَيُؤْتِيهِ «8». يقرأ بالياء والنون. وقد تقدّم القول في أمثاله «9».
قوله تعالى: بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ «10». إجماع القرّاء على كسر الهاء، لمجاورة الياء إلا
__________
(1) محمد: 26.
(2) محمد: 31.
(3) محمد: 31.
(4) محمد: 35.
(5) انظر: 95.
(6) الفتح: 9.
(7) الفتح: 6.
(8) الفتح: 10.
(9) انظر: 96.
(10) الفتح: 10.

الصفحة 329