كتاب الحجة في القراءات السبع

قوله تعالى: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى «1». يقرأ بالتنوين مكسورا، وإسكان اللام وهمزة بعدها، وبطرح التنوين والهمزة وتشديد اللّام «2». فالحجة لمن نوّن وأسكن اللام، وحقّق الهمزة: أنه أتى بالكلام على أصله، ووفّى اللفظ حقيقة ما وجب له، وكسر التنوين لالتقاء الساكنين. والحجة لمن حذف التنوين والهمزة وشدّد اللام: أنه نقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها ثم حذفها، فالتقى سكون التنوين وسكون اللام، فأدغم التنوين في اللام فالتشديد من أجل ذلك. ومثله من كلامهم: «زياد العجم» «3» وروي عن (نافع): الإدغام وهمزة الواو، فإن صحّ ذلك عنه فإنما همز ليدل بذلك على الهمزة التي كانت في الكلمة قبل الإدغام.
قوله تعالى: وَثَمُودَ فَما أَبْقى «4». يقرأ بالإجراء وتركه. وقد تقدّم القول في علة ذلك وغيره من الأسماء الأعجمية «5».

ومن سورة القمر
قوله تعالى: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ «6» ومُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ «7». يقرءان بإثبات الياء وحذفها.
وقد ذكرت علله. ومعنى مهطعين: مسرعين.
قوله تعالى: إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ «8». يقرأ بضم الكاف وإسكانها. والاختيار الضم لموافقة رءوس الآي، ولأنه الأصل، وإن كان الإسكان تخفيفا.
قوله تعالى: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ «9». يقرأ بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف، وبفتح الخاء وألف بعدها، وتخفيف الشين وكسرها. فالحجة لمن ضم الخاء وحذف الألف:
أنه أراد: جمع التكسير على خاشع فقال: خشّع كما قال تعالى في جمع راكع: وَالرُّكَّعِ
__________
(1) النجم: 50.
(2) وهي قراءة نافع وأبي عمرو: بضم اللام بحركة الهمزة وإدغام النون فيها. (التيسير: 204).
(3) أصله: زياد الأعجم.
(4) النجم: 51.
(5) انظر: 188.
(6) القمر: 6.
(7) القمر: 8.
(8) القمر: 6.
(9) القمر: 7.

الصفحة 337