كتاب الحجة في القراءات السبع

السُّجُودِ «1». والحجة لمن فتح الخاء وأثبت الألف: أنه أراد باللفظ: التوحيد، وبالمعنى:
الفعل؛ للمضارعة التي بينهما، لأن ما بعده مرتفع به كما قال الشاعر:
وشباب حسّن أوجههم ... من إياد بن نزار بن معدّ
«2» فأما النصب في قوله خاشعا وخشّعا فعلى الحال.
قوله تعالى: فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ «3». يقرأ بالتخفيف إجماع إلّا ما اختاره (ابن عامر) من التشديد فوجه التخفيف: أن الفتح إنما كان في وقت واحد. ووجه التشديد:
أن التفتح من السماء كان كالتّفجير من الأرض شيئا بعد شيء، ودام وكثر.
قوله تعالى: سَيَعْلَمُونَ غَداً «4». يقرأ بالتاء والياء. وقد تقدّم القول فيه.
و (غد) هاهنا يوم القيامة وإنما كنى عنه ب «غد» لقوله عز وجل: وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ «5» عند الله تعالى من ذلك.

ومن سورة الرحمن
قوله تعالى: وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ «6». إجماع القرّاء على الواو إلا (ابن عامر) فإنه قرأه بألف والنصب. فالحجة لمن قرأه بالواو: أنه ردّه على قوله: فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ
الْأَكْمامِ
«7» وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ. والحجة لمن قرأه بالألف والنصب: أنه ردّه على قوله: وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ وأنبت الحب ذا العصف.
قوله تعالى: وَالرَّيْحانُ «8». يقرأ بالرفع والخفض، فوجه الرفع بالرّدّ على قوله:
والحبّ والريحان. ووجه الخفض بالردّ على قوله: ذو العصف والرّيحان، لأن العصف:
التبن، والريحان: ما فيه من الرزق، وهو: الحبّ.
__________
(1) البقرة: 125، الحج: 26.
(2) انظر: شروح سقط الزند: 982.
(3) القمر: 11.
(4) القمر: 26.
(5) النحل: 77.
(6) الرحمن: 12.
(7) الرحمن: 11.
(8) الرحمن: 12.

الصفحة 338