كتاب الحجة في القراءات السبع

وما ورد عليك من أمثال هذا، فأجره على أحد هذين الوجهين. والحجة لمن طرحه.
أنه جعل «الغنيّ» خبر «إنّ» بغير فاصلة و «الحميد» نعتا له.
قوله تعالى: لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ «1». أجمع القراء فيه على الياء إلا (ابن عامر) فإنه قرأه بالتّاء. وقد ذكرت علله فيما تقدم «2».
قوله تعالى: بِما آتاكُمْ «3» بالمدّ والقصر. فالحجة لمن مدّ وهو الأكثر: أنه جعله من الإعطاء. والحجة لمن قصر وهو اختيار (أبي عمرو): أنه لما تقدّم قبله: «ما فاتَكُمْ» ردّ عليه ولا تفرحوا بما جاءكم، لأنه بمعناه أليق.

ومن سورة المجادلة
قوله تعالى: الَّذِينَ يُظاهِرُونَ «4» مذكوران بوجوه قراءاتهما، وعللهما في سورة الأحزاب «5».
قوله تعالى: يَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ «6». يقرأ بالنون قبل التاء وطرح الألف «7»، وبالتاء قبل النون وإثبات الألف. فالأول، وزنه: يفتعلون. والثاني وزنه: يتفاعلون، وكلاهما من المناجاة. ومعناها: الحديث والكلام.
قوله تعالى: فِي الْمَجالِسِ «8». أجمع القراء فيه على التوحيد إلّا (عاصما) فإنه قرأه بالجمع. فالحجة في التوحيد: أنه أريد به: في مجلس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فيكون الخطاب خاصّا للصحابة. والحجة في الجمع: أنه أريد به: مجلس العلم والذّكر، فيكون الخطاب عامّا لكافة المؤمنين.
__________
(1) الحديد: 15.
(2) انظر: 96 عند قوله تعالى: وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ.
(3) الحديد: 23.
(4) المجادلة: 2.
(5) انظر: 288.
(6) المجادلة: 8.
(7) هي قراءة حمزة: ينتجون على وزن «ينتهون»: التيسير: 209.
(8) المجادلة: 11.

الصفحة 343