كتاب الحجة في القراءات السبع

ومن سورة الجمعة
لا خلف فيها إلا التفخيم والإمالة في قوله تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً «1».
وقد ذكر «2».

ومن سورة (المنافقون)
قوله تعالى: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ «3». يقرأ بإسكان الشين وضمها. فالحجة لمن أسكن: أنه شبهه في الجمع: ببدنة وبدن، ودليله قوله: وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ «4» أو يكون أراد الضم، فأسكن تخفيفا. والحجة لمن ضم الشين: أنه أراد جمع الجمع كقولهم:
ثمار وثمر.
قوله تعالى: لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ «5». يقرأ بالتشديد والتخفيف. وقد ذكرت علله «6».
ومعناه: حرّكوها كالمستهزءين بالقرآن.
قوله تعالى: وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ «7». يقرأ بإثبات الواو والنصب، وبحذفها والجزم. والإجماع على الجزم إلا ما تفرّد به (أبو عمرو) من النصب. فالحجة لمن جزم:
أنه ردّه على موضع الفاء وما اتصل بها قبل دخولها على الفعل، لأن الأصل كان «لولا أخرتني أتصدّق وأكن» كما قال الشاعر:
فأبلوني بليّتكم لعلّي ... أصالحكم وأستدرج نويّا
«8»
__________
(1) الجمعة: 5.
(2) انظر: ظواهر الإمالة: 42، 45، 81، 119.
(3) المنافقون: 4.
(4) الحج: 36.
(5) المنافقون 5.
(6) انظر: 127 عند قوله تعالى: وَإِنْ تَلْوُوا.
(7) المنافقون: 10.
(8) نسبة ابن جني في الخصائص إلى أبي داود، ونسبة ابن هشام في المغنى 2: 97 إلى الهذلي.
وفي حاشية اللسان: فسره الدسوقي فقال: أبلوني: أعطوني. والبلية: الناقة تعقل على قبر صاحبها الميت بلا طعام ولا شراب حتى تموت. ونويّ بفتح الواو كهويّ، وأصله: نواي كعصاي قلبت الألف ياء على لغة هذيل.
انظر: اللسان: مادة: علل. والخصائص: 1: 176. ومعاني القرآن للفراء 1: 88. ومغنى ابن هشام 2: 97.
وشرح شواهد المغنى للبغدادي الشاهد: 669.

الصفحة 346