كتاب الحجة في القراءات السبع

فالحجة لمن قرأه بضمتين: أنه أراد: جمع «نصب» و «نصب» كرهن ورهن. والحجة لمن فتح: وأسكن: أنه جعله ما نصب لهم كالعلم أو الغاية المطلوبة. ومعنى يوفضون:
يسرعون.

ومن سورة نوح عليه السلام
قوله تعالى: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ «1». يقرأ بضم النون وكسرها. وقد ذكر فيما تقدم «2».
قوله تعالى: مالُهُ وَوَلَدُهُ «3». يقرأ بضم الواو وإسكان اللام، وبفتحهما معا، فالمفتوح واحد، والضم جمع، كما قالوا: أسد وأسد. وقيل: هما لغتان في الواحد كما قالوا:
عدم وعدم. ومنه المثل «ولدك من دمّى عقبيك» «4» أي من ولدته.
قوله تعالى: وَدًّا «5». يقرأ بفتح الواو والضمّ. وهما لغتان في اسم الصنم. وقيل الضمّ في المحبة، والفتح في اسم الصنم.
قوله تعالى: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ «6» إجماع القراء على جمع السلامة إلّا (أبا عمرو) فإنه قرأه «خطاياهم» على جمع التكسير وقال: إنّ قوما كفروا ألف سنة لم يكن لهم إلّا خطيّات «7» بل خطايا. واحتج أصحاب القراءة الأولى بأن الألف والتاء قد تأتي على الجمع القليل والكثير. ودليله قوله تعالى: ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ «8» ولا يقال: هذا جمع قليل.
قوله تعالى: دُعائِي إِلَّا «9». يقرأ بالمدّ، وفتح الياء وإسكانها. ومثله الياء في بَيْتِيَ «10».
__________
(1) نوح: 3.
(2) انظر: 92 عند قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ.
(3) نوح: 21.
(4) مجمع الأمثال 2: 363.
(5) نوح: 23.
(6) نوح: 25.
(7) لأن جمع المؤنث السالم من جمع، القلة.
(8) لقمان: 27.
(9) نوح: 6.
(10) نوح: 28.

الصفحة 353